أنت لست استثناء وسط جمهور كرة القدم فى العالم كله.. وسيكون هناك مثلك ملايين سينقسم اهتمامهم بالمونديال المقبل بين مباريات منتخبهم التى سيشاهدونها بدافع الانتماء والتمنى ومباريات أخرى سيحرصون على متابعتها سواء بدافع الفضول أو البحث عن متعة كرة القدم وغرائبها وجنونها.. ووسط ذلك كله ستكون هناك مباريات مميزة ولها طابعها الخاص جدا وسينتظرها كثيرون لأسباب أخرى لا علاقة لها بكرة القدم نفسها ونتائجها.. فعلى سبيل المثال هناك مباراة مصر والسعودية فى المجموعة الأولى التى هى المباراة الوحيدة فى المونديال بين منتخبين عربيين.
وتتميز كل المنتخبات العربية دون استثناء باستعداد جماهيرها لقبول الخسارة أمام أى منتخب غير عربى حيث لايزال العرب فوق خريطة كرة القدم العالمية هم الأمة الوحيدة غالبا التى لا تجيد التفرقة بين نتائج الكرة والكبرياء الوطنى.. وبين الملعب وساحات الكرامة والشرف.. كما أن مباراة المغرب وإيران فى المجموعة الثانية هى المباراة الوحيدة فى هذا المونديال التى تقام وتسبقها أجواء سياسية ساخنة.. فى أول شهر مايو الماضى أعلن المغرب قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وإغلاق سفارتها فى الرباط وطرد السفير الإيرانى.. وذلك نتيجة اتهام المغرب لإيران بدعم جبهة البوليساريو الداعية لانفصال الصحراء.. ووسط هذه الأجواء ستلعب الدولتان معا فى المونديال، ولهذه الأسباب لن تبقى تلك المباراة مجرد مباراة كروية أخرى مثل باقى مباريات المونديال.
- الإعلانات -
وفى نفس المجموعة الثانية هناك مباراة إسبانيا والبرتغال.. وهى بالمناسبة أولى مباريات الدور الأول للمونديال الروسى التى بيعت تذاكرها بالكامل.. إلى هذا الحد ينتظر الكثيرون هذه المباراة.. فهناك من ينتظرها كلقاء بين جارين يجمعهما تاريخ طويل وحساسية دائمة تختفى غالبا وتظهر على السطح أحيانا.. وهناك من يحبون متعة الفرجة على النجم البرتغالى الكبير رونالدو وهو يلعب ضد الإسبان زملائه فى ريال مدريد.. وهناك من يحبون اختبار أنفسهم وهل هم يشجعون الكرة والأندية الإسبانية أم فقط النجوم الكبار الذين يلعبون فى إسبانيا.. وتبقى مباراة أخرى فى المجموعة الخامسة بين سويسرا وصربيا.. بين الدولة المسالمة والهادئة والآمنة دوما والدولة المعجون تاريخها بالصراعات وحروب الدم والدين والهوية.. وقديما قالوا إن كرة القدم وحدها هى التى تجمع كل السويسريين باختلاف جمهورياتهم ومدنهم، بينما كانت هى إحدى وسائل وأشكال الحرب والانتقام فى صربيا وأخواتها.