مونديال الغرائب والعجائب

0

من حكاياتنا المصرية المنسية مع المونديال الكروى ذلك الذى جرى أثناء تصفيات مونديال 1954، الذى استضافته سويسرا احتفالاً بمرور خمسين عاماً على تأسيس «فيفا».. حيث أوقعتنا قرعة التصفيات مع إيطاليا وسوريا فى مجموعة واحدة، ثم انسحبت سوريا لتُقام مباراتان فاصلتان بين مصر وإيطاليا.. واستضاف ملعب الأهلى فى نوفمبر 1953 المباراة الأولى.. وأعلن اتحاد الكرة أسعار تذاكر المباراة، التى كانت جنيهين للدرجة الأولى وجنيهاً واحداً للدرجة الثانية وأربعين قرشاً للدرجة الثالثة.. وأصر كثيرون جداً على حضور هذه المباراة تشجيعاً لمنتخب مصر وأملاً فى التأهل للمونديال.. وبلغ عدد الجماهير اثنين وعشرين ألفاً، منهم مئات الإيطاليين الذين قام اتحاد الكرة بتوفير تذاكر لهم.. وكان إيراد هذه المباراة قياسياً، حيث بلغ خمسة آلاف جنيه وتسعمائة واثنين وثلاثين جنيهاً.. وبالطبع كان الرئيس محمد نجيب فى مقدمة الحاضرين، ومعه ثلاثة عشر عضواً من أعضاء مجلس قيادة الثورة، الذين أصروا على مشاهدة هذه المباراة من الملعب، وأصر الرئيس محمد نجيب على النزول للملعب وأن يركل بنفسه ركلة البداية.. وكان المنتخب المصرى وقتها يقوده ستة مدربين معاً أُطلق عليهم «اللجنة الفنية لإدارة منتخب مصر».. وانتهت المباراة بفوز إيطاليا بهدفين مقابل هدف وحيد لمصر أحرزه «الديبة» قبل هدفى إيطاليا.. وفى يناير التالى استضاف ملعب البلدية فى ميلانو المباراة الثانية.. وأحرزت إيطاليا هدفاً، ثم أُصيب «عبدالجليل»، حارس المرمى، ثم «الضيظوى»، ورغم ذلك نجح علاء الحامولى فى إحراز هدف التعادل ليعود المصريون يحلمون من جديد بالتأهل للمونديال على حساب إيطاليا.. وكان يكفيهم هدف واحد لتكون هناك مباراة ثالثة وفاصلة طبقاً للوائح «فيفا» وقتها.. إلا أن المصريين لم يتحملوا هذا البرد القارس، فأُصيب حنفى بسطان برعشة هائلة استدعت تدخل رجال الإسعاف لتدليكه وتدفئته.. واضطر شريف الفار لإكمال المباراة مصاباً، حيث لم يكن مسموحاً وقتها إلا بتغيير لاعبين اثنين فقط.. وانهار المصريون بعدها ليحرز الإيطاليون أربعة أهداف متتالية، وتنتهى المباراة بخمسة أهداف لإيطاليا مقابل هدف واحد لمصر.. وفى اليوم التالى كانت جريدة الأهرام تقول إن البرد هو سبب الهزيمة، وإن العمال الإيطاليين تآمروا على مصر، فأزالوا الثلج من نصف ملعب الإيطاليين وتركوه فى نصف ملعب المصريين.. وكان العنوان الذى اختارته «الأهرام» لوصفها للمباراة ووقائعها هو: «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها».

-الإعلانات-

اترك تعليقا

قد يعجبك أيضًا