مونديال الكفار والدم الحلال

0

وسط هذا الاختلاف الحاد بين رجال الدين بشأن جواز إفطار لاعبى المنتخب أثناء استعدادهم ومشاركتهم فى المونديال الروسى خلال شهر رمضان الحالى أو عدم جواز هذا الإفطار شرعاً.. فاجأ الدكتور عبدالحميد الأطرش، الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر، الجميع بتصريح تليفزيونى صادم حين سُئل عن جواز إفطار لاعبى المنتخب أثناء المونديال، فقال إن هذا الإفطار يعنى الخروج عن الدين وأن دمهم حلال، بمعنى أنه يجوز قتلهم كمرتدين عن الإسلام.. وأنا لست رجل دين أو عالِماً يحق له الإفتاء وإجابة مثل هذه الأسئلة الشرعية، وأترك هذا الأمر لأصحابه.. ولكننى فقط لا أقبل ولا أتصور أن لاعب المنتخب الذى سيضطر للإفطار أثناء مشاركته فى المونديال المقبل هو كافر ومرتد ويجوز قتله..

بل لا أتصور حتى أن إفطار أى مسلم بعيداً عن المنتخب يصبح رخصة لاتهامه بالكفر ويصبح قتله واجباً ودمه حلالاً.. وأرى هذه الفتاوى تمثل وجهاً آخر للإسلام الذى هو دين السماحة واليسر.. وأفهم وأقبل أن يختلف العلماء ورجال الدين بشأن إفطار لاعبى المنتخب.. وأن يقول الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إنه يجوز للاعبى المنتخب الإفطار لأنهم على سفر والسفر رخصة أباح بها الإسلام الإفطار فى رمضان.. وأن يقول الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بالأزهر، إن الرياضة ليست من الحالات التى يجوز فيها الإفطار، وإن وقت أى مباراة لكرة القدم لا يزيد على الساعة ونصف الساعة، بحيث يمكن لأى لاعب صوم يومها، خاصة أن لعب الكرة ليس من الأعمال الشاقة التى تبيح الإفطار.. وآراء أخرى مماثلة لرأى فضيلة المفتى أو الدكتور «كريمة».

- الإعلانات -

والخلاف أو التناقض بينها أمر يمكن فهمه وقبوله، بعكس فتوى تكفير اللاعب الذى سيفطر وإباحة دمه.. وواثق أن النجم الكبير محمد صلاح حين أفطر ثلاثة أيام قبل نهائى الدورى الأوروبى لم يكن أو سيكون عاصياً أو مرتداً وكافراً ينبغى إيذاؤه أو قتله.. وأى لاعب آخر فى المنتخب سيفطر أثناء المونديال لن يكفر ولن يخرج عن الإسلام.. ولا أقول ذلك دفاعاً عن إفطار اللاعبين أو مطالبتهم بذلك.. فأنا لست رجل دين ولا أملك مطلقاً حق الفتوى فى أى شأن.. إنما فقط أرفض تلك الفتوى الغريبة، التى ستزيل أى حواجز وحدود بيننا وبين تنظيم داعش وأى متطرفين آخرين أساءوا للإسلام بأكثر مما ناصروه أو انتصروا له.

-الإعلانات-

اترك تعليقا

قد يعجبك أيضًا