تشاؤم ولعنة وكذب المنجمون.. خفايا مجانين كرة القدم
تشاؤم، تفاؤل، تنبؤات، لا تتوقف كرة القدم أبداً لدى البعض عند المهارات الفردية والخطط التدريبية، فتصل أحياناً إلى أمور أخرى لا علاقة للكرة بها، فالبعض يؤمن أنه حين تطأ قدمه اليمني أرض الملعب سيحرز هدفاً وسيؤدي بشكل جيد، بينما يؤمن آخرون أن تصرف معين لو قام به سيكون بخير أو العكس سيكون يوماً سيئاً، بيلية مثلاً كان يجب إرتداء الصليب.
يذكر الأديب العالمي إدواردو غاليانو، في كتابة «كرة القدم بين الشمس والظل» بعض من تلك المواقف الغريبة فيقول على سبيل المثال :«الجميع يعرفون أنه مما يجلب سوء الطالع أن يطأ المرء ضفدعا أو يدوس على ظل شجرة أو يمر من تحت درج أو يجلس بالمقلوب أو ينام بالمقلوب، أو يفتح مظلة أو يعد أسنانه، أو يكسر مرآة، ولكن هذه القائمة تبدو قصيرة جداً في عالم كرة القدم».
ويضيف: «فكارلوس بيلاردو، المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني في مونديالي 1986 و1990، لم يكن يسمح للاعبية بأن يأكلوا الدجاج لأنه يجلب سوء الطالع، وكان يجبرهم على أكل لحوم البقر رغم أنه يسبب لهم زيادة في نسبة حمض اليوريك».
على سبيل المثال فإن سيلفيو برلوسكوني رئيس ميلان السابق منع المشجعين من غناء نشيد النادي الشهير «ميلان ميلان» لأنها تبعث موجات خبيثة تشل أقدام اللاعبين بل وطلب عزف نشيد جديد بعنوان «ميلان يا قلبي».
ومن الحكايات الشهيرة أيضاً أن فريدي رينكون المارد الزنجي في الأورجواي خيب آمال معجبيه الكثيرين في مونديال 1994 فقد لعب دون إظهار أي قدر من الحماس، كل ذلك بسبب الخوف، فقبل المبارة أخره متنبئاً من بلدته بأنه سيكسر إحدى ساقية ما لم يلتزم الكثير والكثير من الحذر، فقال له «حذار من النمشاء، والكبدية والدامية» مشيراً إلى البطاقات السفراء والحمراء.
وعشية مونديال كاس العالم 1994 ضمن اختصاصيو العلوم الخفية الإيطاليون فوز فريق بلادهم واكدت جمعية المنجمين الإيطاليين فوز فريقهم «شؤوم سحرنا سيحول دون فوز «البرازيل» ولكن النتيجة جاءت عكس ذلك فازت البرازيل بكأس العالم بضربات الجزاء.
ويقول إدواردو غاليانو :«ولا يتوقف التشاؤم والتفاؤل عند ذلك فحارس المرمى الأرجنتيني آماديو كاريثو أمضى ثماني مباريات ومرماه لا يمس بفضل قبعة كان يرتديها في الشمس والظل، تلك القبعة كانت تعويذة ضد شياطين الأهداف، وفي مساء أحد الأيام سرق القبعة منه اللاعب آنخل كليمنتي لاعب بوكا جونيورز، خسر فريقة بهدفين في الديربي، ومهاجم برشلونة لويس سواريز لم يكن مؤمن باللعنات ولكنه كان يعرف بالمقابل أنه سيحقق عدة أهداف كلما أريق منه النبيذ وهو يأكل».
«الضفدع المعلون» فيقول غاليانو أنها حكاية أخرى عاشتها جماهير فاسكو دي غاما، حسين أقدم المشجع البائس “أروبينها” وكان فريقه 12 – 0، فدفن الضفدع بعد أن خاط فمه، في أرض ملعب الفريق المنتصر، لينتقم من غش الفريق الخصم.
وطوال سنوات كان مشجعو وموجهو فريق فاسكو دي غاما يبحثون عن الضفدع في الملعب ومحيطه. ولكنهم لم يعثروا له على أثر، وقد تحول الممتلئ بالحفر إلى ما يشبه هيئة سطح القمر، وكان الفاسكو دي غاما يتعاقد مع أفضل لاعبي البرازيل، وينظم أقوى الفرق، ولكنه بقي محكوما بالخسارة. وأخيرا في عام 1945، كسب النادي بطولة ريو وكسر اللعنة،ولم يكن قد أحرز البطولة منذ عام 1934، أي قبل إحدى عشرة سنة. وقد صرح رئيس النادي بعد الفوز: لقد قدم لنا الرب حسما».