لعنة «المربع الذهبي».. لماذا لا يتأهل الأفارقة لنصف نهائي المونديال؟ (تفاعلي)
قص المنتخب المصري شريط مشاركة المنتخبات الإفريقية في مونديال روسيا 2018، الجمعة، عندما واجه منتخب أوروجواي وخسر بهدف نظيف بتوقيع خوسيه ماريا خيمينيز، ضمن منافسات المجموعة الأولى، فيما يخوض المنتخب المغربي أمام المنتخب الإيراني في المجموعة الثانية.
الفراعنة يسجلون في هذه النسخة المشاركة الثالثة لهم بعد غياب 28 عامًا عن المونديال، ولكن في المقابل سجلت القارة السمراء مشاركات لا بأس بها من حيث العدد، إلا أن أقصى إنجاز استطاع فريق إفريقي تحقيقه هو البلوغ لدور الـ 8 فقط.
ظلت لعنة «المربع الذهبي» تطارد الأفارقة، منذ أول محاولة للفريق الكاميروني في مونديال إيطاليا 1990، عندما خسر أمام الإنجليز بركلات الترجيح 3-2، والثانية كانت للسنغال أمام تركيا في مونديال 2002، بعد الخسارة بالهدف الذهبي، والأخيرة كانت من نصيب المنتخب الغاني في 2010 أمام أوروجواي وخرجت أيضا بركلات الترجيح.
أرقام مخيبة
على مدار 20 نسخة ماضية، نجحت المنتخبات الأفريقية في المشاركة بكأس العالم في 39 مرة، أولهم كانت من نصيب المنتخب المصري بمونديال 1934، وأكثرهم كان في بطولة 2010 التي أقيمت بجنوب إفريقيا بـ 6 منتخبات.
خلال هذه المشاركات، لعب الأفارقة 127 مباراة، فازوا 26، وهزموا في 64، وكان التعادل نتيجة 35 مباراة، واستطاعات منتخبات القارة السمراء تسجيل 120 هدفًا فقط، بمعدل 0.9 هدفًا في المباراة الواحدة، وكان أكثرهم تهديفًا المنتخب النيجيري بـ 20 هدفًا.
أرقام المنتخبات الأفريقية مجتمعة، تنهار إذا ما قورنت بمنتخب واحد فقط وهو البرازيل، صاحب الرقم القياسي في الفوز بالبطولة العالمية بـ 5 مرات، والمشارك في جميع النسخ الماضية.
الإنفوجرافيك التفاعلي التالي يوضح مقارنة كاملة لأرقام المنتخبات الأفريقية، أمام منتخب السامبا البرازيلي، وفقًا للنتائج المسجلة بالموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».
كلمة واحدة .. التنظيم
«سيتمكن فريق إفريقي من حصد كأس العالم .. قبل نهاية القرن العشرين»، هكذا توقع أسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه، ولكن هذه التوقع لم يجد طريقه للتحقق، بعد لعب 4 بطولات في القرن الواحد والعشرين، ولا حتى الوصول للمربع الذهبي.
«الجوهرة السوداء» علل فيما بعد توقعه ذلك بأنه من الغريب أن نرى كل هذا العدد من المواهب الإفريقية حول العالم في جميع المراكز باستثناء حراسة المرمى، «ولكن عندما يأتي وقت المنتخبات الوطنية تبدأ المشكلة».
[bs-quote quote=”سيتمكن فريق إفريقي من حصد كأس العالم .. قبل نهاية القرن العشرين” style=”style-17″ align=”left” author_name=”بيليه” author_job=”اللاعب البرازيلي السابق”][/bs-quote]
تعاني المنتخبات الأفريقية من غياب التنظيم من قبل الاتحادات الوطنية، خاصة قبل البطولات الكبرى. يقول السويدي سفين يوران إريكسون، الذي تولى تدريب كوت ديفوار في مونديال جنوب إفريقيا 2010: «السبب في أنهم لا يفوزون بكأس العالم كلمة واحدة .. (التنظيم). لقد كانت فوضى عارمة عندما توليت المهمة».
ويكشف «إريكسون» لـ بي بي سي سبورت عن موقف تعرض له المنتخب الإيفواري قبل إحدى الوديات: «لعبنا مباراة ودية في سويسرا وذهبت إلى غرفة تبديل الملابس ولم يكن هناك قمصانا ولا أطقم رياضية ولم يكن أمامنا سوى ساعة وربع قبل بدء المباراة».
ويتابع: «قبل بدء عملية الإحماء في الملعب جاء لاعب وقال لي: لن أستطيع اللعب. سألته : هل أنت مصاب؟. قال لي : لا، إن مسؤول الأطقم الرياضية نسي حذائي. وكان الفندق بعيدا عن المكان لذا لم يستطع اللعب»، ليعلق قائد المنتخب آنذاك ديديه دروجبا: «إنها أفريقيا. إنها هكذا».
الأزمات المالية
إذا نظرنا للمنتخبات التي نجحت في بلوغ دور الـ 8 من كأس العالم، وهم الكاميرون والسنغال وغانا، نجدهم من دول غرب إفريقيا، التي تعاني اتحاداتها دائمًا من أزمات مالية.
في بطولة كأس العالم 1998، وقع المنتخب النيجيري في المجموعة الرابعة مع أسبانيا وباراجواي وبلغاريا، واستطاعت النسور الخضراء تحقيق مفاجأة كبرى بالتغلب على أسبانيا بثلاثة أهداف لهدفين، والفوز أمام بلغاريا بهدف نظيف، لتتصدر مجموعتها بـ 6 نقاط، وبصحبة باراجواي في المركز الثاني بـ 5 نقاط.
الجميع توقع للمنتخب الحاصل على ذهبية دورة الألعاب الأولمبية بأتلانتا قبل هذا التاريخ بعامين، أن يذهب بعيدًا في المونديال، ولكن الخلاف دب بين أعضاء الفريق. المال كان كلمة السر.
تأخرت المكافآت التي وعد بها الاتحاد النيجيري أعضاء الفريق، ليحل الأمر قبل مواجهة الدنمارك في دور الـ 16، ولكن الآوان قد فات. خسر النسور الخضراء بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، وسُجل أول هدفين بعد 12 دقيقة فقط.
تصف صحيفة نيويورك تايمز في اليوم التالي للمباراة ما حدث قائلة: «للفن حدود في كرة القدم، والليلة اكتشفت نيجيريا أن الموهبة الفذّة للاعبيها لا يمكن أن يعوضها نقص شنيع في التنظيم».
الأمر تكرر أكثر من مرة مع منتخبات أفريقية، كان أبرزها ما قام به لاعبو الكاميرون من إضراب، قبل السفر لمونديال البرازيل 2014، قبل أن يتوصلوا لحل لأزمة المستحقات مع الحكومة والاتحاد الكاميروني، بحصول كل لاعب نحو 12 ألف دولار إضافة إلى مبلغ 104 آلاف دولار نظير المشاركة في كأس العالم.