يونايتد Vs أرسنال: «إيمري» من أجل كسر عقدته مع «مورينيو» والبرتغالي مُرعب المدفعجية
في تمام العاشرة مساءً بتوقيت القاهرة تنطلق مباراة كلاسيكية في الدوري الإنجليزي الممتاز، عادة ما تحمل لعشاق كرة القدم الكثير من المتعة والإثارة، خاصة إذا كان أحد أطرافها المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي لا يفوت فرصة لإثارة الجدل، وعادة ما تحفل مواجهاته أمام المدفعجية بلقطات خالدة، إذ جمعته علاقة من الشد والجذب مع المدير الفني السابق لأبناء شمال لندن، أرسين فينجر، وصلت يومًا إلى الاشتباك بالأيدي، لكن اليوم مختلفًا، فبعد 20 عامًا كاملًا لن يقف «فينجر» في المنطقة الفنية المقابلة للبرتغالي، بل سيقف فيها وجهًا آخر مألوفًا يبحث عن كسر عقدته أمام الرجل الذي لا يعيش أجمل أيامه في قلعة الأولد ترافورد.
ويقود أرسنال في هذه المباراة مديره الفني الجديد هذا الموسم، يوناي إيمري، الذي يعيش أولى مواسمه في البريميرليج على عكس منافسه «مورينيو» الذي يعتبر أحد الخبراء في الدوري الإنجليزي الممتاز بعدما حصد اللقب ثلاثة مرات مع تشيلسي، أما مع الشياطين الحمر فيعيش ثالث مواسمه.
وستكون المواجهة بين «إيمري» و«مورينيو» هي الأولى بينهما في الدوري الإنجليزي، إلا أنها ستكون السادسة بينهما بشكل عام، إذ بدأت الحكاية بينهما قبل قرابة 8 أعوام، حينها كان الوضع معكوسًا، كان «مورينيو» يخوض أولى مواسمه في الدوري الإسباني كمدير فني لريـال مدريد، فيما كان «إيمري» يدخل ثالث مواسمه كمدرب لفالينسيا.
المواجهة الأولى بين المدربين وقعت في الرابع من ديسمبر 2010، واستطاع المدير الفني البرتغالي التغلب على نظيره الإسباني وقيادة النادي الملكي لتحقيق الفوز بهدفين للاشئ على ملعب السانتياجو برنابيو. أما المواجهة الثانية فجاءت في 23 أبريل 2011، ونجح «مورينيو» في تحقيق فوز كبير على الخفافيش بقيادة «إيمري» وفي قلب ملعب الميستايا بسداسية مقابل ثلاثة.
ولم تحمل مباراة الدور الأول من الموسم التالي أي جديد، إذ فشل «إيمري» في هزيمة «مورينيو» مجددًا، بعدما سقط فريقه على ملعبه ووسط جماهيره بنتيجة 2-3 أمام الميرينجي، إلا أن «إيمري» نجح أخيرًا في لقاء الدور الثاني في تجنب الهزيمة للمرة الأولى، حين فرض التعادل السلبي على «مورينيو» ورجاله في البرنابيو.
وفي الموسم التالي، وتحديدًا فبراير 2013، خاض الرجلين آخر مواجهاتهما، حينها كان «إيمري» يقود فريقًا مختلفًا هو إشبيلية، لكن عقدته مع «مورينيو» لم تختلف أو تنكسر، إذ ذاق هزيمة جديدة وثقيلة على يد البرتغالي برباعية مقابل هدف.
ويدخل «إيمري» مباراة الليلة على أمل استغلال حالة التخبط التي يعاني منها البرتغالي مع الشياطين الحمر، والنتائج الغير مستقرة للفريق الأحمر والتي وضعته في المركز الثامن بجدول البريمييرليج، في الوقت الذي يمر فيه أرسنال بإحدى أفضل فتراته على مدار الأعوام الماضية بسلسلة لا هزيمة وصلت إلى 19 مباراة متتالية، فيما يحتل المركز الرابع حاليًا في جدول الترتيب، متفوقًا على اليونايتد بـ8 نقاط.
السجل الرائع لأرسنال سيواجه أيضًا السجل الرائع لـ«مورينيو» في مواجهاته مع المدفعجية، إذ يتفوق المدير الفني البرتغالي في مواجهاته أمام الفريق اللندني، إذ لم يخسر أمام أصحاب ملعب الإمارات سوى في مناسبة واحدة فقط من 15 مواجهة في الدوري الإنجليزي.
وانطلقت مواجهات «مورينيو» أمام أرسنال مع توليه تدريب تشيلسي عام 2004، إلا أنه لم يستطع تحقيق الفوز في مباراتيه الأولتين ليتعادل 2-2 ثم 0-0، قبل أن ينجح في تحقيق فوزين متتاليين في مواجهته أمام الفريق اللندني 1-0 و2-1، ليعود بعدها ويتعادل في موسم 2006/07 بنتيجة 1-1 في مباراتي الدور الأول والثاني، ليرحل بعدها عن الدوري الإنجليزي متجهًا لتدريب إنترميلان.
وجاءت عودته إلى تشيلسي في موسم 2013/2014، موجعة للمدفعجية، إذ كانت أولى مبارياته الرسمية مع البلوز في الدرع الخيري أمام أرسنال ونجح في إسقاط أرسين فينجر ورجاله بثنائية نظيفة. وفي الدوري الإنجليزي، استطاع «فينجر» أن يخرج بتعادل في الدور الأول، إلا أن «مورينيو» كان قاسيًا في الدور الثاني، حين قاد فريقه للفوز بسداسية مذلة على ملعب ستامفورد بريدج.
وشهد الموسمين التاليين ثلاثة مواجهات بين «مورينيو» وأرسنال في الدوري الإنجليزي، نجح مدرب ريـال مدريد السابق في الفوز في اثنين منهم بثنائية نظيفة فيما تعادل في الثالثة بدون أهداف.
رحل «مورينيو» عن تشيلسي في ديسمبر 2015، بعد سلسلة من سوء النتائج، إلا أنه عاد إلى البريميرليج سريعًا في مايو 2016، هذه المرة مديرًا فنيًا لمانشستر يونايتد. وقاد البرتغالي أولى مبارياته مع الشياطين الحمر أمام أرسنال في 19 نوفمبر 2016، على ملعب الأحلام أولد ترافورد، إلا أنه لم يستطع تحقيق الفوز وانتهى اللقاء بالتعادل 1-1.
وجاء اللقاء الثاني لـ«مورينيو» من مقعد القيادة الفنية لليونايتد ضد أرسنال ليتذوق فيه هزيمته الأولى في تاريخه أمام المدفعجية في الدوري الإنجليزي والثانية أمامهم على مدار مسيرته بنتيجة 0-2 على ستاد الإمارات، إذ كانت الأولى على الإطلاق في مباراة الدرع الخيري عام 2015 حين كان مدربًا لتشيلسي.
واستطاع «مورينيو» الموسم الماضي إعادة سجلاته أمام أرسنال لوضعها الطبيعي بتحقيق الفوز ذهابًا وإيابًا في الدوري الإنجليزي 3-1 و2-1 على الترتيب.
وستكون المواجهة الليلة على صفيح ساخن بين «مورينيو» الذي يرغب في ترسيخ تفوقه على أرسنال ومدربه يوناي إيمري في مواجهاتهم، و«إيمري» الذي يأمل في كسر عقدته الشخصية أمام البرتغالي وعقدة أرسنال كذلك، متسلحًا بالوجه الجديد الذي يظهره فريقه مؤخرًا، فهل يصل أرسنال لمباراته الـ 20 دون هزيمة، أم ينجح «مورينيو» في تحطيم سلسلة بيير أوباميانج ورفاقه؟