فائزون وخاسرون من عودة «زيدان» لتدريب ريـال مدريد: أحدهم طالبه بالتعلم من أخطائه
بصلعته المميزة ونظراته الحادة يعود الثعلب زين الدين زيدان لقيادة سفينة ريـال مدريد لإنقاذها من الغرق بعد غياب قرابة 10 أشهر تلقفتها خلالهم أمواج الفشل مع إخفاق كل من جولين لوبيتيجي وسانتياجو سولاري في العثور على شط نجاة، وتحمل عودة الفرنسي لكابينة قيادة الميرنجي ربما شعور رائع لبعض اللاعبين الذين تم تهميشهم في الفترة الأخيرة، فيما تحمل أيضًا أخبارًا سيئة للاعبين آخرين لم يتحلوا بعلاقة جيدة مع مهندس ثلاثية الأبطال قبل رحيله في مايو الماضي.
الفائزون
1. فرانشيسكو إيسكو
لم تكن بداية الولاية الأولى للمدرب الفرنسي مثالية بالنسبة لصانع الألعاب الإسباني فرانشيسكو إيسكو، إذ اعتمد «زيدان» على ثلاثية الـ BBC جاريث بيل وكريم بنزيمة وكريستيانو رونالدو، إلا أن إصابات «بيل» المتكررة والمعتادة فتحت الباب أمام «إيسكو» لدخول التشكيل الأساسي لـ«زيدان»، وهو ما تشبث به الإسباني ليصبح أحد أهم لاعبي جيل ثلاثية الأبطال التاريخية.
وعقب رحيل «زيدان» وانخفاض مستوى «إيسكو» مع جولين لوبيتيجي، وجد الإسباني نفسه خارج الحسابات تمامًا للأرجنتيني سانتياجو سولاري، الذي قرر إبعاده عن المشاركة في معظم الأحوال إما بالجلوس على مقاعد البدلاء أو بإخراجه تمامًا من قوائم المباريات. وقد تعني عودة «زيدان» إحياء موهبة «إيسكو» مجددًا وعودته للعب دورًا هامًا في الفريق المدريدي ليكن أول المستفيدين من وجود الفرنسي.
2. مارسيلو
لسنوات وسنوات كتب البرازيلي تاريخًا مع النادي الملكي، إلا أن الموسم الحالي شهد أقل نسبة مشاركة له مع الفريق منذ انضمامه إليه قبل 11 عامًا، وربما يعود ذلك للمستوى السئ جدًا الذي قدمه الظهير الأيسر في المباريات التي خاضها وتسببه في دخول العديد من الأهداف في مرمى فريقه بفشله في التغطية العكسية والشق الدفاعي، كما لم تكن مساهماته الهجومية على نفس المستوى المعهود منه، ليجد نفسه على مقاعد البدلاء بينما حصل الشاب سيرجيو ريجيلون على مركزه في الرواق الأيسر.
وخلال الفترة الأخيرة، كان من شبه المؤكد رحيل الظهير البرازيلي عن نادي أحلامه بعدما فقد مركزه نظرًا لعدم جاهزيته، حسب رأي «سولاري»، إذ أشارت العديد من التقارير إلى توصله بالفعل لاتفاق مع يوفنتوس للحاق بصديقه كريستيانو رونالدو، إلا أن عودة «زيدان» لقيادة الفريق والعلاقة الرائعة التي جمعته بمارسيلو قد تكون سببًا في قلب تلك الأوضاع كلها وبقاء مارسيلو في النادي الملكي واستعادته لمكانته في الفريق.
3. كيلور نافاس
الحارس الكوستاريكي حامي عرين الميرنجي طوال الولاية الأولى لـ«زيدان» والذي كان أحد الأساسيين في طريق الملكي لتحقيق ثلاثيته التاريخية في دوري الأبطال، وجد نفسه مهمشًا هذا الموسم مع قدوم ثيبو كورتوا من تشيلسي. ولم يخض «نافاس» سوى 14 مباراة طوال الموسم في جميع البطولات، منها 7 في كأس الملك و3 في دوري الأبطال ومثلهم في الدوري الإسباني بالإضافة إلى مباراة كأس السوبر الأوروبي.
وكان «زيدان» رافضًا طوال تواجده في ولايته الأولى للتعاقد مع حارس مرمى جديد بدلًا من «نافاس»، إلا أن عودته هذه المرة تشهد تواجد حارس ذو اسم عالمي ثاني في الفريق هو «كورتوا»، وربما يمني «نافاس» نفسه بالعودة للتشكيل الأساسي تحت قيادة «زيدان» نظرًا للعلاقة الرائعة التي جمعتهما واقتناع الفرنسي بقدراته.
4. كريم بنزيمة
المهاجم الفرنسي دائمًا ما كان محل انتقادات في السنوات الأخيرة نظرًا لاهتمامه بصناعة اللعب أكثر من إحراز الأهداف، ومع رحيل «رونالدو»، ورغم تقديمه موسم تهديفي أفضل من الموسم الماضي، إلا أنه لم يستطع حمل كتيبة ريـال مدريد على كتفيه ولم يظهر أن باستطاعته تعويض رحيل هداف الفريق البرتغالي، ليطالب كثيرون برحيله عن الميرنجي، كما أشارت تقارير في الأيام الماضية إلى احتمالية رحيله بالفعل الصيف القادم، إلا أن عودة «زيدان» الذي يؤمن بقدرات مواطنه الفرنسي ويعتبر أحد أكبر المدافعين عنه قد تعني بقاء «بنزيمة» لموسم جديد داخل قلعة سانتياجو برنابيو.
5. ماركو أسينسيو
الشاب الإسباني الأعسر كان أحد الأسلحة المهمة لـ«زيدان» في ولايته الأولى، إلا أن دوره همش كثيرًا في الموسم الجاري تحت قيادة جولين لوبيتيجي وبالأخص تحت قيادة سانيتاجو سولاري، وربما يأمل «أسينسيو» في استعادة مستواه ومكانته في الفريق مع عودة «زيدان»، الذي طالما آمن بقدراته وعادة ما رد له الإسباني الجميل.
الخاسرون
1. جاريث بيل
لا شك أن الويلزي جاريث بيل لا يشعر بسعادة كبيرة مع عودة «زيدان» لقيادة الفريق، فيما كان تجاهله لتوديع الفرنسي بعد إعلان قراره بالرحيل في مايو الماضي، على عكس بقية اللاعبين، ملفتًا. وكان «بيل» قد تحدث عن علاقته بـ«زيدان» لاحقًا في حوار مع مجلة «فور فور تو» البريطانية قائلًا: «لم يتحدث معي عنها (مقصية نهائي دوري الأبطال)، ولم أتحدث معه منذ ذلك الحين. علاقتنا كانت جيدة، لن أقول إننا كنا أفضل أصدقاء ولكنها كانت علاقة عمل عادية».
وكان «بيل» قد فتح الباب أمام فكرة رحيله بعد نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي، ولم يكن قد أُعلن بعد خبر رحيل «زيدان»، حين صرح معبرًا عن غضبه من قلة المشاركة: «أحتاج أن ألعب أسبوع بعد أسبوع وهذا لم يحدث هذا الموسم، علي أن أجلس مع وكيلي في الصيف ونتناقش حول ذلك».
وكانت تقارير صحفية قد أشارت إلى أن أحد الخلافات بين الرئيس فلورنتينو بيريز و«زيدان» والتي اتخذ الأخير على إثرها قرار رحيله هي رغبة الفرنسي في التخلي عن الجناح الويلزي وهو ما لم يرغب فيه الرجل الملقب بـ«القرش الأبيض»، إلا أن عقب الموسم الكارثي الذي مر به ريـال مدريد وعدم ارتقاء «بيل» لتوقعات «بيريز» بحمل شعلة الفريق عقب مغادرة كريستيانو رونالدو واستمرار مسلسل إصاباته، حيث شهد الموسم الجاري إصابته 5 مرات، قد يجد «بيل» نفسه على رأس قائمة المغادرين الصيف القادم، وهو ما سيجد تأييد جماهيري كبير، إذ صوت الجماهير بنسبة 92% على رغبتهم في رحيله في استطلاع لصحيفة «ماركا» المقربة من النادي.
2. داني سيبايوس
لم يحصل لاعب الوسط الإسباني الشاب داني سيبايوس على فرصة كبيرة تحت قيادة الفرنسي زين الدين زيدان، رغم انضمامه في عهده، وشارك اللاعب في مجموع دقائق بلغ 899 دقيقة فقط طوال الموسم الماضي، فيما بدا غضب اللاعب في عدد من المواقف على مدار الموسم.
وفي الموسم الجاري، حصل اللاعب على فرصة أكبر إذ شارك في 31 مباراة بمجموع دقائق بلغ 1744، تحت قيادة كل من جولين لوبيتيجي وسانتياجو سولاري، لكن بعيدًا عن أداءه في الملعب الذي قد يتفق ويختلف عليه البعض، قام الإسباني بإطلاق تصريحات هاجم فيها مديره الفني الأسبق، دون أن يطرأ على ذهنه أنه قد يعود لتدريبه قريبًا. وقال «سيبايوس» في تصريحاته لـ«راديو ماركا» حين سؤل إذا ما كان «زيدان» لم يفهمه: «هذا ما عليه هو أن يفسره، لماذا لم يعطني فرصًا؟ لقد عملت وحاولت أن أجعل الأمر صعبًا بالنسبة له، لكن تأتي لحظة ترى الأمر مستحيلًا، لقد سجلت هدفين أمام فيتوريا وفي الأسبوع التالي في دورتموند لعبت لدقيقة واحدة، عندما تمر الأسابيع ولا تشعر بأهميتك يصبح الأمر أصعب، كانت هناك لحظة استسلمت فيها، كنا متخلفين بـ15 نقطة في الدوري وكان لدينا فقط دوري الأبطال ولكني لم أدخل في الصورة».
وأضاف: «لقد عينت مدربًا خاصًا في يناير، لأنني لم أكن أشارك أيام الأربعاء أو الأحد ومستواك البدني يتضاءل، أردت أن أصل إلى أفضل مستوياتي في الموسم التحضيري، كان من الواضح أنه إذا استمر زيدان كان علي أن أبحث عن مخرج للعودة أكثر جاهزية، ولكن مع وصول جولين لوبيتيجي كل شئ تغير».
وتابع: «سألت زيدان لماذا لا ألعب لأنني لم أفهم، وأخبرني أنه يرى أن هناك لاعبون أفضل مني، كان هناك وقت في الموسم أصيب فيه لوكا مودريتش وتوني كروس، وقام هو بتغيير طريقة اللعب لإشراك لاعبين آخرين، هذا يحرقك قليلًا، يؤلمك».
واختتم اللاعب تصريحاته: «لقد كان واضحًا معي وأنا لا أحمل له ضغينة، عندما كنت صغيرًا شاهدته وكان دائمًا نجمًا في كل مكان لعب فيه، ربما لا يعلم شعور اللاعب حين يجلس على مقاعد البدلاء، هذا سيساعده في المستقبل لكي لا يرتكب الأخطاء التي ارتكبها هنا».
وربما لم يحسب «سيبايوس» حساب أن مستقبل الفرنسي قد يكون العودة إلى تدريب ريـال مدريد وقيادته فنيًا مرة جديدة، فهل يمكن لـ«سيبايوس» أن يتعايش تحت قيادة «زيدان» مجددًا أم سيكون أحد المغادرين الصيف القادم عن قلعة البرنابيو.
3. خاميس رودريجيز
يقضي النجم الكولومبي الأشهر الأخيرة في فترة إعارته من ريـال مدريد إلى بايرن ميونخ الألماني، وفيما كشف أحد الصحفيين برنامج «الشرينجيتو» الإسباني الشهير أن اللاعب أخبره شخصيًا برغبته في العودة إلى قلعة سانتياجو برنابيو، إلا أن تلك الآمال ربما تتحطم الآن مع عودة «زيدان» إلى القيادة الفنية للفريق.
وكان «رودريجيز» قد خرج في إعارة إلى بايرن ميونخ في ظل مشاركاته القليلة تحت قيادة المدير الفني الفرنسي، الذي فضل «إيسكو» على الكولومبي. لكن ما قد يبقى في صالح اللاعب الأعسر هي تصريحاته الجيدة في حق مدربه السابق إذ قال في حديث سابق لصحيفة «سبورت» الإسبانية عن علاقته بـ«زيدان»: «هو يبقى مثلي الأعلى، كان لاعبًا من الطراز الرفيع بجودة عالية ولا أعلم إذا كان هناك (مشاعر) أو لا بيننا، ولكن كل مدرب لديه تفضيلاته وأنا أحترم ذلك، لا يمكنني أن أقول أنه ليس عادلًا، عندما حضرت إلى مدريد لعبت بشكل جيد، ولكن هذا الأمر لا يستحق التفكير فيه كثيرًا».