المنتخبات العربية تسعى للخروج من ظل الفراعنة في أمم أفريقيا
أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق نسخة جديدة من كأس الأمم الأفريقية على أرض الفراعنة، حيث من المنتظر أن يتصارع 24 منتخبًا على الكأس الذي تحتفظ به الكاميرون حتى الآن.
وتدخل المنتخبات العربية في القارة الممثلة البطولة باحثة عن الخروج من ظل المنتخب المصري، الذي سيطر على الإنجازات العربية في البطولة منذ قرابة 10 أعوام، رغم عدم مشاركته في ثلاث نسخ متتالية من البطولة.
ومنذ نسخة 2004، التي أقيمت في تونس، والتي فازت بها صاحبة الأرض بعد تغلبها على المنتخب المغربي في المباراة النهائية، فشلت المنتخبات العربية في الوصول إلى المربع الذهبي للبطولة، مع استثناء وحيد كان للمنتخب الجزائري عام 2010، ليبقى المنتخب العربي الوحيد الذي نجح في بلوغ المربع الذهبي 4 مرات خلال الـ 7 دورات الأخيرة هو المنتخب المصري.
وحتى في غياب مصر عن البطولة في نسخ 2012 و2013 و2015، لم ينجح أي منتخب عربي آخر في ملئ الفراغ الذي تركه الفراعنة ليكن الدور الثاني هو أبعد ما تمكنت المنتخبات العربية المشاركة في تلك النسخ من بلوغه، حتى عادت مصر للمشاركة في 2017 لتعود مجددًا لرفع راية العرب عاليًا في الصرح الأفريقي وتصل إلى النهائي أمام الكاميرون، فيما استطاعت الأخيرة الحصول على اللقب.
وفي نسخة 2006، شارك من العرب المغرب وليبيا وتونس بجوار مصر المستضيفة، وودعت المغرب وليبيا البطولة من دور المجموعات بعد ووقعهما في مجموعة مصر وكوت ديفوار، فيما تأهلت تونس للدور الثاني فقط ليتم إقصائها أمام نيجيريا بركلات الترجيح، لتحمل مصر راية العرب وحيدة إلى نهائي البطولة التي تفوقت فيه على كوت ديفوار بركلات الترجيح.
وفي 2008، حضر من العرب حامل اللقب مصر بالإضافة إلى السودان والمغرب وتونس. وبنفس سيناريو البطولة السابقة، ودعت المغرب والسودان البطولة من الدور الأول، فيما تأهلت تونس للدور الثاني لتغادر بعد الهزيمة من الكاميرون 2-3، فيما انطلقت مصر لتحصد لقبها الثاني على التوالي.
وبعد عامين، شارك في نسخة 2010 كل من الجزائر وتونس بجوار الفراعنة حاملي اللقب. وفشلت تونس في كسر سلسلتها السلبية بل حققت نتيجة أسوأ بالخروج من الدور الأول متذيلة مجموعتها بعد تعادلها في مبارياتها الـ 3. ونجحت الجزائر في مرافقة مصر إلى نصف نهائي البطولة إلا أن رباعية مصرية في شباك محاربي الصحراء أطاحت بهم خارج البطولة، لينجح الفراعنة بعدها في التغلب على غانا في النهائي بهدف نظيف ليحمل المصريون الكأس الإفريقية للمرة الثالثة على التوالي. أما الجزائر ففشلت في الحصول على الميدالية البرونزية بالسقوط أمام نيجيريا بهدف نظيف في مباراة تحديد المركز الثالث.
وغابت مصر عن نسخة 2012 من كأس الأمم الأفريقية، والتي شارك فيها من العرب كل من ليبيا والسودان وتونس والمغرب، واستمرت نتائج العرب السلبية في البطولة بعدما ودعت ليبيا والمغرب من الدور الأول، فيما تأهلت تونس والسودان للدور الثاني، إلا أن الثنائي ذاق الهزيمة من غانا بهدفين لهدف وزامبيا بثلاثية نظيفة، على الترتيب، ليكن نصف النهائي خاليًا من المنتخبات العربية لأول مرة منذ 2004 في ظل غياب مصر.
وشهدت نسخة 2013 غياب الفراعنة أيضًا، فيما شارك من العرب المغرب وتونس والجزائر، فيما كانت هذه البطولة أكثر البطولات فشلًا على المستوى العربي بعدما أقصيت المنتخبات الثلاثة من الدور الأول.
وحملت تونس والجزائر راية العرب في نسخة 2015، فيما استمر غياب المنتخب المصري الأكثر نجاحًا على المستوى الأفريقي عن البطولة. ونجح المنتخبان في الصعود إلى الدور الثاني ما أعطى بصيص من الأمل في محو إخفاق البطولة السابقة، إلا أن المنتخبان وجدا أنفسهما على متن طائرات عائدة إلى بلادهم عقب مباريات الدور الثاني، بعدما سقطا أمام غينيا الاستوائية وكوت ديفوار بنتيجتي 1-2 و1-3، على الترتيب.
وعادت مصر في 2017 كالبطل الخارق لإنقاذ السفينة العربية الغارقة في مستنقعات أفريقيا، إذ شاركت في حمل راية العرب في البطولة بجوار تونس والجزائر والمغرب. وكانت الجزائر أول المودعين بعدما فشلت في عبور الدور الأول، أما تونس والمغرب فلم يستطيعا عبور الدور الثاني بعدما اصطدما ببوركينا فاسو ومصر، فسقط نسور قرطاج أمام بوركينا فاسو بهدفين نظيفين، فيما أطاح نجم الفراعنة محمود كهربا بأسود أطلس بهدف نظيف. أما مصر فانطلقت إلى النهائي قبل السقوط بهدفين لهدف أمام الكاميرون.
وتشارك في نسخة هذا العام من البطولة 4 منتخبات عربية بالإضافة إلى مصر، وهم الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا.
وبالنسبة لموريتانيا فيعتبر الوصول إلى البطولة في ذاته إنجازًا إذ ستكون هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها في كأس الأمم، فيما وقت في مجموعة صعبة مع تونس ومالي وأنجولا.
أما المغرب، فتبحث عن عبور الدور الثاني، على الأقل، للمرة الأولى منذ 15 عامًا، وهو الأمر نفسه الذي تسعى تونس لتحقيقه، أما الجزائر فربما تضع أعينها على الوصول للمربع الذهبي، على الأقل، للمرة الأولى منذ 2010، فيما تبقى مصر، مستضيفة البطولة، تسعى كعادتها للظفر باللقب الذي تحمل الرقم القياسي في الفوز به بـ 7 ألقاب.