«الأباتشي».. يزداد بريقًا
يمتلك موهبة فذة تعينه على صُنع الفارق وترجيح كفة أى فريق يلعب بقميصه، سرعته الفائقة تمنحه الأفضلية فى الإفلات من دفاع المنافسين والمراوغة كيفما شاء، أثبت مقولة «الدهن فى العتاقى»، فلم يتأثر بتقدم عمره، واستمر عازفًا لأجمل الألحان الكروية على المستطيل الأخضر بقدمه اليسرى المميزة المليئة بأسرار الساحرة المستديرة، عشقته جماهير ناديه ولقبته بـ«الأباتشى» وبـ«الفهد الأسمر»، وتغنت باسمه، مع كل لمحة فنية يقدمها ينتزع آهات أنصار المستديرة، هو نجم الزمالك محمود عبدالرازق «شيكابالا».
شيكابالا عاد لينتقم ويرد على كل من تربص به فى الفترة الأخيرة، فضرب بجميع عبارات الإحباط وتقليل الهمم عرض الحائط، وصال وجال مع عودته للزمالك فى الصيف الجارى، وقاد الفريق لعدة انتصارات، وكان سببًا رئيسيًا فى تتويج فريقه بلقب كأس مصر وصعود القلعة البيضاء إلى منصة التتويج بحنكة يُحسد عليها، ليظل «الأباتشى» هو معشوق جماهير وأنصار القلعة البيضاء وأحد أمهر من مروا على تاريخ النادى فى الألفية الحالية.
نشأته وبدايته مع المستديرة
وُلد نجم الزمالك فى الخامس من مارس لعام 1986 بمدينة أسوان، بدأ رحلته الكروية بفريق الأشبال بنادى الزمالك، وتدرج فى صفوف الناشئين، ودفعت موهبته الكبيرة لتصعيده إلى الفريق الأول وهو دون الـ 18 عامًا، ليذهل الجميع بمهاراته وقدراته الفنية المميزة، حيث سجل أول أهدافه بالقميص الأبيض فى موسم 2002-2003 بشباك القصراوى، حارس غزل المحلة، بمنافسات الدورى الممتاز، بعدما تلاعب بدفاع زعيم الفلاحين، مسجلًا هدفًا على الطريقة العالمية، ويفضل شيكابالا اللعب فى مركز الجناح الأيمن، بالإضافة إلى مركز صناعة اللعب الذى يشغله أيضًا فى بعض الفترات.
شيكابالا تميز فى التسجيل ببراعة من الكرات الثابتة والضربات الحرة المباشرة، حيث أحرز منها مرارًا وتكرارًا، خاصة فى الأوقات الصعبة التى استعصى بها على مهاجمى القلعة البيضاء هز شباك المنافسين، ونجح شيكا فيما فشل فيه كبار نجوم الكرة العالمية، ألا وهو تسجيل «هاتريك» من ركلات حرة مباشرة فى مباراة واحدة، فكان الثانى من ديسمبر لعام 2010 شاهدًا على ثلاثية تاريخية للفهد الأسمر فى شباك حارس الاتحاد السكندرى الهانى سليمان من 3 ركلات حرة مباشرة ماركة «شيكابالا»، كما لن تنسى جماهير الزمالك الركلة الحرة المباشرة التى أسكن من خلالها الكرة شباك سموحة مع صافرة نهاية مباراة الفريقين موسم 2010-2011 مهديًا الانتصار لفريقه فى الوقت القاتل.
رحلته فى الملاعب
302 مباراة خاضها شيكابالا مع جميع الأندية التى لعب بقميصها ونجح فى تسجيل 65 هدفًا وصناعة 79 أخرى، ليشارك بـ145 هدفًا بشكل عام فى مسيرته الكروية مع الأندية، بينما حصل على 29 بطاقة صفراء وبطاقتين باللون الأحمر، وتُوّج شيكابالا بلقب الدورى مع الزمالك موسمى 2002-2003 و2003-2004، كما حقق لقب كأس مصر 5 مرات مواسم 2002 و2008 و2013 و2016 و2019، كما كان ضمن مجموعة الفريق التى حققت لقب دورى أبطال إفريقيا 2002 والسوبر الإفريقى 2003، رغم عدم مشاركته فى المباريات وقتها، بالإضافة إلى لقب كأس أمم إفريقيا مع منتخب مصر عام 2010، وكان شيكا حصل على لقب هداف الدورى موسم 2010-2011 بالتساوى مع أحمد عبدالظاهر، لاعب إنبى، بـ 13 هدفًا لكل منهما.
خرج شيكابالا لخوض تجربة احترافية موسم 2005 لصفوف باوك اليونانى قبل أن يعود من جديد لصفوف الزمالك فى موسم 2007 حتى 2013، ثم يعود للاحتراف خارج مصر فى صفوف الوصل الإماراتى موسم 2013، وبعدها تحربة فى البرتغال مع فريق سبورتنج لشبونة، ويلعب على سبيل الإعارة للإسماعيلى فى موسم 2016 قبل العودة من جديد للزمالك، إلا أنه اشتاق للعب خارج مصر مرة أخرى، فانتقل لصفوف الرائد السعودى، ثم أوبولون اليونانى، قبل أن يعلن عودته لقيادة الزمالك فى الصيف الجارى.
مسيرته الدولية
ظهر شيكابالا فى بدايته مع الزمالك بالقميص رقم 32 بعد تصعيده للفريق الأول، قبل أن يسيطر على القميص رقم 18 بعد رحيل جمال حمزة، وكذلك مع منتخب مصر، قبل أن يحتكر الفهد الأسمر القميص رقم 10 بصفوف الزمالك على مدار فترة طويلة، كما ارتدى شيكابالا القميص رقم 14 خلال فترة احترافه بصفوف الرائد السعودى، ولكن يبقى القميص رقم 10 هو الذى شهد على تألقه فى الملاعب على مدار مسيرته الحافلة، وهو رقم قميصه الحالى مع القلعة البيضاء.
شارك شيكابالا بقميص منتخب مصر فى 32 مباراة، نجح خلالها فى تسجيل هدفين: الأول فى شباك المنتخب الكويتى بمباراة ودية، والثانى فى مرمى غانا بالجولة الختامية لتصفيات مونديال روسيا 2018، وكان شيكابالا ضمن قائمة الفراعنة بكأس العالم 2018، رغم عدم مشاركته فى أى لقاء من اللقاءات الثلاثة لمنتخبنا القومى، كما كان أيضًا ضمن صفوف منتخب مصر المُتوج بلقب كأس أمم إفريقيا 2010 بأنجولا، وشارك فى إحدى مباريات الفراعنة بالدور الأول، ويعتبر الثالث من يونيو لعام 2007 هو تاريخ محفور فى ذاكرة «الأباتشى» كونه مثّل منتخب بلاده للمرة الأولى فى هذا التاريخ.
أبرز مواقفه
تعددت الأهداف الملعوبة للنجم محمود شيكابالا فى الملاعب، سواء مع الزمالك أو مع باقى الأندية التى لعب بقميصها، ولعل أبرزها فى شباك بتروجت موسم 2011، حيث سجل هدفًا ماراثونيًا، تلاعب خلاله بدفاع الفريق البترولى، كذلك هدفه فى مرمى وادى دجلة بالموسم ذاته من خلال خداع حارس المنافس، كما دوّن شيكا اسمه ضمن المسجلين فى القمة بتصويبة عالمية سكنت شباك الأهلى فى نهائى كأس مصر 2007، وهدفه فى شباك إنبى موسم 2015-2016 عقب عودته من الإعارة لصفوف الإسماعيلى، فى حين سجل الفهد الأسمر هدفًا على الطريقة الأوروبية فى شباك المصرى البورسعيدى موسم 2010، وأول أهدافه مع الزمالك بشباك المحلة موسم 2003، والذى اختير أفضل هدف فى ذلك الموسم.
رغم إقناع عدد كبير ممن حوله بالتوقيع للنادى الأهلى وقيامه بالفعل بالتوقيع، فإنه تراجع بعدها حبًا فى الزمالك ووفاءً لجماهير النادى العاشقة له، كما كانت دموع شيكابالا حاضرة فى أوقات الانكسار والانتصار، وآخرها دموعه عقب تتويج الزمالك بلقب كأس مصر فرحًا باللقب الثمين الذى ساهم بقوة فى تحقيقه بعد أسابيع قليلة من انضمامه للفريق، كما ظهرت دموع اللاعب فى أوقات الشدة والفترات الصعبة التى مرت بها القلعة البيضاء فى بعض الأحيان والتى دلت على وفائه وغيرته الشديدة على النادى.
الهدف الـ50 مع الزمالك
شهد موسم 2016-2017 على تسجيل شيكابالا هدفه رقم 50 مع الزمالك بجميع المسابقات والبطولات، حيث سجله فى شباك المقاولون العرب بمنافسات الدورى المصرى الممتاز بذلك الموسم، واحتفلت جماهير القلعة البيضاء بوصول نجمها للهدف الـ50 معها عبر مواقع التواصل الاجتماعى، معربةً عن فرحتها بوصوله لهذا الرقم، وجاء الهدف من تسديدة يسارية قاتلة من داخل منطفة جزاء الذئاب لتسكن الكرة أقصى الزاوية اليمنى العليا للحارس.