«الفراعنة» يبحث عن التأهل الـ12 للأوليمبياد
أيام قليلة تفصلنا عن خوض منتخب مصر الأوليمبى منافسات كأس أمم إفريقيا تحت 23 عاماً، التى تستضيفها مصر فى الفترة من 8 حتى 25 من نوفمبر الجارى، والتى يتأهل أصحاب المراكز الثلاثة بمنافساتها إلى دورة الألعاب الأوليمبية 2020 بطوكيو.
وأوقعت القرعة المنتخب المصرى، صاحب الأرض والتنظيم، تحت قيادة مديره الفنى شوقى غريب، فى مجموعة تضم منتخبات مالى والكاميرون وغانا.
ويأمل الفراعنة الصغار فى التأهل للمرة الـ12 فى تاريخ الكرة المصرية للأوليمبياد، فالمنتخب شارك فى أوليمبياد 1920، 1924، 1928، 1936، 1948، 1952، 1960، 1964 و1984 بنظامها القديم، وبعد تغيير النظام بمشاركة منتخب تحت 23 سنة تأهلت مصر مرتين فى 1992 ببرشلونة و2012 بلندن.
ويعد أفضل إنجاز فى التاريخ الأوليمبى للكرة المصرية الحصول على المركز الرابع «مرتين» فى أوليمبياد أمستردام 1928، وأيضًا أوليمبياد طوكيو 1964. وهو ما يسعى إليه شوقى غريب وأبناؤه حال النجاح فى اجتياز التصفيات.
وخلال مشوار مصر فى التسعينيات شهدت تصفيات نسخة 1992 تألقا كبيرا من المنتخب المصرى خلال الأجواء الإقصائية الثلاثة التى خاضها أمام كل من منتخبات السودان ومالاوى وزيمبابوى، فلم يخسر منتخبنا أيا من مبارياته الست وتأهل لدورة برشلونة عن جدارة واستحقاق.
وفى تصفيات نسخة 1996 اجتاز المنتخب المصرى عقبة نظيره الموريتانى فى الدور الأول، ولكنه تعثر فى مواجهة المنتخب النيجيرى بخسارة خارج الديار وتعادل لا يسمن ولا يغنى من جوع بالقاهرة فى الإياب، ليودع الفراعنة الشباب التصفيات.
وخلال تصفيات نسخة 2000 اجتاز منتخب مصر الأوليمبى عقبة مالى بالدور الأول، ولكنه احتل المركز الثانى فى مجموعته بالمرحلة الأخيرة للتصفيات برصيد 11 نقطة، تاركاً تذكرة العبور لدورة سيدنى للمنتخب المغربى صاحب الـ13 نقطة.
وتشهد تصفيات دورة 2004 بأثينا خيبة أمل وسقوطا مدويا لمنتخب مصر الأوليمبى، والذى سبق له حصد برونزية العالم للشباب فى 2001، حيث خسر الفراعنة مبارياتهم الست بالمجموعة متذيلينها دون تحقيق أى نقطة، فى مفاجأة كبرى لجيل توقع له الكثير المستقبل الباهر.
وتشهد تصفيات دورة بكين 2008 تعثرا جديدا لمنتخب مصر الأوليمبى، فبعدما اجتاز الفراعنة بسهولة عقبة جامبيا فى الدور الأول، استطاع أفيال كوت ديفوار الإطاحة بالفراعنة من الدور الإقصائى الثانى.
من جديد يعود منتخب مصر للمشاركة فى دورة الألعاب الأوليمبية للمرة الأولى منذ 20 عاماً، وذلك فى دورة لندن عام 2012، بجيل مميز قاده فنياً هانى رمزى، فبعد اجتياز عقبتى بوتسوانا والسودان فى الأدوار الإقصائية، يستطيع منتخبنا حجز المركز الثالث بأمم إفريقيا للشباب تحت 23 عاماً بالمغرب، والفوز على المنتخب السنغالى فى لقاء تحديد المركز الثالث، والبطاقة الأخيرة لدورة لندن وكانت أوليمبياد لندن وش السعد على محمد صلاح بعد تألقه الكبير، حيث كانت وش السعد عليه فى مسيرته الأوروبية.
ولم يحالف التوفيق المنتخب المصرى الأوليمبى فى تصفيات دورة 2016 بريو دى جانيرو، حيث عجز الفراعنة الشباب، تحت قيادة حسام البدرى، من اجتياز الدور الأول لمجموعة أمم إفريقيا 2015 بالسنغال بعد التعادل فى مباراتين أمام كل من الجزائر ونيجيريا والخسارة المفاجئة أمام مالى، ليتبخر الحلم فى بلوغ الدورة الأوليمبية الصيفية.
وفى سياق متصل، يواصل المنتخب الأوليمبى استعداداته للبطولة الإفريقية، والتى ستنطلق الجمعة، وتحفيزا اللاعبين وعد اتحاد الكرة بصرف 100 ألف جنيه مكافأة لكل لاعب، حال النجاح فى التأهل للأوليمبياد، ويستهل الفراعنة مواجهتهم بلقاء مالى، فى السابعة مساء الجمعة المقبل، على أرض ملعب استاد القاهرة، فى حضور 30 ألف متفرج.
من جهة أخرى ينتقل، اليوم الثلاثاء، المدير الفنى للمنتخب الأوليمبى، من العين السخنة إلى القاهرة بداية من الثلاثاء المقبل، بهدف تدريب اللاعبين على ملعب استاد القاهرة الذى يستضيف مباراة الافتتاح مع نظيره المالى فى البطولة الإفريقية، ويذكر أن تراجعا غريبا عن فكرة خوض المنتخب مباراة ودية مع أحد منتخبات المجموعة الثانية التى تضم زامبيا وجنوب إفريقيا وكوت ديفوار، لتخوفه من تعرض اللاعبين للإصابة قبل البطولة، وقرر الاكتفاء بالبرنامج التدريبى الذى وضعه لتجهيز المنتخب للماراثون الإفريقى والذى يتضمن زيادة فى الجرعات البدنية بجانب التدريب على طرق لعب مختلفة حتى يكون المنتخب جاهزًا لجميع المنافسين.
وأدى المنتخب الأوليمبى تدريباته، أمس، على استاد السويس، خلال معسكره المغلق بالعين السخنة، وجاء المران، كما فى الأيام السابقة، قويًا وحرص الجهاز الفنى على تنويع الهجوم، سواء من الأجناب أو العمق، وشهد تنافسًا بين جميع اللاعبين على الإجادة والتألق، فيما خضع حراس المرمى لتدريبات مكثفة تحت إشراف أسامة عبدالكريم، مدرب الحراس، وذلك بهدف تجهيز كل العناصر للمباريات، كما كثف الجهاز الفنى اجتماعاته اليومية بهدف متابعة التطورات فى سير المعسكر، وكذلك أداء اللاعبين فى التدريبات.
يذكر أن شوقى غريب قد أكد أنه يقدّر المنتخبات الموجودة فى البطولة، خاصة التى تقع فى مجموعة المنتخب الوطنى، لكنه واثق فى اللاعبين وقدرتهم على تحقيق الهدف، وهو التأهل للأوليمبياد والفوز بالبطولة الإفريقية، خاصة أنها تقام على أرض مصر. وأشار إلى أن الأمور داخل المعسكر تسير بشكل جيد، وهناك جدية فى أداء التدريبات، والكل متحمس للمشاركة فى المباريات والمساهمة فى إسعاد الجماهير المصرية التى تنتظرها فى المدرجات لدعم المنتخب ومؤازرته لتحقيق الهدف الذى نسعى إليه.