الدوري بلا قناصين.. والجماهير تترحم على عصور «الهدافين» (تقرير)

0

شهدت الكرة المصرية على مدار السنوات القليلة الأخيرة غيابًا غير معتاد للمهاجمين المميزين ورؤوس الحربة القادرين على اقتناص الفرص وزيارة شباك المنافسين، حيث باتت المنتخبات الوطنية في مصر بمختلف أعمارها تعانى بشدة من نقص المواهب في مركز المهاجم الصريح، وعلى رأسهم المنتخب الأول، فبعدما كانت تعيش الكرة المصرية حالة من الانتعاشة في مركز المهاجمين والحيرة التي كانت تنتاب المدير الفنى للفراعنة من وفرة رؤوس الحربة المميزين، بات الهداف بمثابة عملة نادرة بشدة في ملاعبنا المصرية. «المصرى اليوم» يفتح ملف هذه الظاهرة من خلال آراء كبار هدافى الكرة المصرية لمعرفة أساب الأزمة وطريقة حلها.

في البداية، قال أحمد بلال، نجم الأهلى، ومنتخب مصر السابق: «الأزمة تكمن في الروتين الذي أصاب قطاعات الناشئين، خاصةً في الأندية الكبرى، بالإضافة إلى طريقة لعب جميع الأندية بمهاجم وحيد وهى التي لا تناسب الكرة المصرية بأى شكل من الأشكال، والأسوأ أن المهاجم الوحيد يكون أجنبيا على حساب المصرى». وأضاف بلال: «مدربو الأندية لا يضعون في معايير اختياراتهم للأفارقة سوى معيارى القوة والسرعة، وكأننا في دورى للمسافات الطوية وليس كرة القدم، جميع اللاعبين الأجانب الذين جاءوا إلى مصر فشلوا بنسبة كبيرة اللهم إلا القليل منهم.

- الإعلانات -

أما جمال عبدالحميد، نجم الأهلى والزمالك ومنتخب مصر السابق، وواحد ممن تعدت أهدافهم حاجز المائة في الدورى المصرى، قال: «اللاعب المصرى في الأجيال الحالية لا يريد أن ينمى موهبة التهديف، فحياته أصبحت (ديلفرى) لا يريد التعب والاجتهاد». وواصل: «أثناء لعبى كنت أتمرن بشكل منفرد يومياً بعد نهاية التدريبات الجماعية على تنمية موهبة التهديف، فكنت أستعين في بعض الأوقات بعمال غرف خلع الملابس كى يرفعوا لى الكرات من على الأجناب بعد كل تمرين».

- الإعلانات -

وعن حل الأزمة قال عبدالحميد: «علينا وضع قوانين صارمة من الاتحاد المصرى لكرة القدم تمنع استقطاب الأجانب في المسابقة المحلية، مثلما فعلنا مع حراس المرمى».

أما أسامة حسنى مهاجم الأهلى السابق، فكان له رأى مختلف، حيث أكد أن استثمار الأندية من شراء اللاعبين الأجانب هو السبب الرئيسى في الأزمة. وأوضح: «الأندية تقوم بشراء المهاجمين الأفارقة بمقابل مادى رخيص للغاية، ثم يعتمدون على تألقه من أجل بيعه وتحقيق مكسب مالى منه، وبالطبع كل هذا على حساب المهاجم المصرى، سواء في المشاركة أو في الضغوط النفسية الواقعة عليه». وأضاف:«كانت هناك وفرة كبيرة في قطاع الناشئين بكل ناد في مركز المهاجم، إلا أن طريقة اللعب بمهاجم وحيد أو المهاجم الوهمى تسببت في غياب رأس الحربة المميز في مصر».

خالد عيد، أحد هدافى غزل المحلة السابقين والمدير الفنى الحالى لزعيم الفلاحين قال: «قطاع الناشئين هو الأساس في كل الأندية، فهو مثل أساس البيت إن لم يكن قوياً فتقسط جدران العقار بأكمله». وأضاف عيد:«وجود عدد كبير من الأفارقة في مركز المهاجم الصريح أضر بالكرة المصرية، علينا تقليل عدد الأجانب والاهتمام بقطاعات الناشئين».

وقال علاء إبراهيم، صاحب الـ84 هدفاً في تاريخه بالدورى المصرى، وأحد هدافى المنيا والأهلى وبتروجت: «الموهبة غير موجودة في الوقت الحالى، فالتهديف موهبة من عند الله، وإن تواجدت فعلى اللاعب تنميتها، كذلك المدربون عليهم عامل كبير في إثقال من لديه هذه الملكة».

وأضاف: «الكرة الحديثة باتت تعتمد على المهاجم الخفى وعلى كثرة صناع اللعب والأجنحة وهو ما تسبب في ندرة المهاجم الصريح في أغلب بلدان العالم وليس مصر فقط».

أكرم عبدالمجيد، نجم الزمالك وبلدية المحلة السابق، صاحب الـ 74 هدفاً في مشواره بالدورى المصرى قال: «طريقة اللعب بمهاجم وحيد والاعتماد خلالها على لاعب أجنبى فقط تسبب في غياب الهداف عن الدورى الممتاز».

وواصل:«هناك تقصير كبير في قطاعات الناشئين القادرة على إفراز مواهب صغيرة السن تمنعنا من استقدام الأجانب، ومن الصعب تقييد الأندية بعدد محدد من الأجانب، فلو تم السماح بالتعاقد مع لاعب وحيد سيتم استقدام مهاجم».

عبدالحميد بسيونى، نجم هجوم الزمالك والإسماعيلى وحرس الحدود والذى دون في سجله بالدورى 72 هدفاً، وصاحب أسرع هاتريك في تاريخ منتخب مصر، أعرب عن أسفه لغياب المهاجم القادر على صنع الفارق.

وأشار بسيونى إلى أن الأزمة ليست في المهاجم الإفريقى أو طريقة اللعب، بل في غياب العمل التخصصى داخل الأجهزة الفنية بالدورى، والتى تعمل دائماً على تنمية وإثقال الموهبة. وأضاف بسيونى: «العمل التخصصى داخل الأجهزة الفنية هو من يصنع الفارق، فكثرة تكرار التدريب على بعض مهارات التهديف تثقل اللاعبين، فهناك 90 مهاجماً في مصر ولا يوجد فيهم هداف اللهم إلا مصطفى محمد الذي نستبشر فيه خيراً».

وأنهى تصريحاته مستشهداً بما صنعه الفرنسى تييرى هنرى مع المنتخب البلجيكى، والتعاقد معه خصيصاً من أجل زيادة فاعلية المهاجمين والعمل معهم في هذا التخصص وهو ما ظهر في قوة هجومية رهيبة لمنتخب بلجيكا في الفترة الأخيرة.

-الإعلانات-

اترك تعليقا

قد يعجبك أيضًا