غرائب المونديال.. أندريس إسكوبار لاعب كلفته كرة القدم حياته
كرة القدم مثل جميع الأشياء، لها جانب سعيد ومبهج وجانب آخر بائس محزن، وإذا أرادنا الأستشهاد بمثال للجانب المحزن، فلا يمكننا تجاوز قصة المدافع الكولومبي الراحل أندريس إسكوبار الذي خسر حياته بسبب هدف خطأ.
ولد إسكوبار في مارس عام 1967 في ميديلن المدينة التي تعج بجرائم القتل وتجارة المخدرات، لكن على عكس من حوله واصل تعليمه.
واختار لعب كرة القدم ليبتعد تمامًا عن تلك البيئة الدموية.
إسكوبار كان ضمن المدافعين الكبار وكان أنيقاً في أدائه و أعطاه الجمهور لقب “إل كاباييرو دل فوتبول” وهي تعني “جنتلمان أو فارس كرة القدم”.
وإضافة لقدراته الدفاعية الجيدة كان لديه القدرة علي تسجيل الأهداف بالرأس.
وكانت بعض أهدافه القليلة سببًا في تتويج أتلتيكو ناسيونال ببطولة كوبا ليبرتادوريس عام 1989.
بابلو إسكوبار
في نفس المدينة التي ولد فيها أندريس كان يوجد زعيم المافيا سيئ السمعة في الثمانينات “بابلو إسكوبار” الذي كان الحاكم الفعلي للبلاد في ذلك الحين.
وكان أحد أقوي الرجال في العالم بالثروة التي جناها من تهريب المخدرات، ولم يكن هناك أي ارتباطاً بينه وبين أندريس إسكوبار سوي أن الأسم الأخير لدي الأثنين مشترك.
وأحب بابلو كرة القدم وكان يجعل كل أمواله في خدمتها.
حيث ضخ بابلو الكثير من أمواله ابناء الملاعب وتمويل الفرق الكولومبية مثل فريق أتليتكو ناسيونال.
وقتل بابلو إسكوبار عام 1993، لكن ما فعله لرفع أهم الأندية الكولومبية للمستوي العالمي لن ينسي ابداً.
بداية القصة
بدأت القصة في تصفيات مونديال أمريكا 1994، حيث وقع المنتخب الكولومبي في مجموعة ضمت الأرجنتين بقيادة دييجو أرماندو مارادونا، بالأضافة إلي الباراجواي وبيرو.
في مجموعة لم يكن يحلم الكولومبيون في أن يعبر منتخبهم منها إلى كأس العالم في أمريكا بشكل مباشر.
حتى أن مارادونا سخر منهم بأنهم لن يتصدروا المجموعة لأنهم أقل من الأرجنتين.
وقعت المفاجأة وتصدر المنتخب الملقب بالقهوجية المجموعة بفضل اكتساحهم الأرجنتين نفسها في بوينس آيرس.
وتأهلوا للمونديال بشكل رائع ما رفع سقف طموحات الجماهير الكولومبية بأن فريقها قادر على تحقيق المفاجأة في المونديال.
وبالتالي راهن بارونات المخدرات في كولومبيا ودفعوا أموالاً طائلة على فوز كولومبيا بمونديال أمريكا.
كأس العالم 1994
الكراهية التي كانت لدي الكولمبيون ضد الولايات المتحدة جعلت الفوز بهذا الكأس أهمية كبيرة.
خصوصاً في ظل مشاركة المنتخب الأمريكي معهم في نفس المجموعة.
وقعت كولومبيا في المجموعة الأولى في المونديال إلى جانب أمريكا صاحبة الأرض ورومانيا وسويسرا.
وخسرت مباراتها الأولى بطريقة مفاجئة أمام رومانيا بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد.
مما جعل مباراة كولومبيا والولايات المتحدة حاسمة لان خسارة كولومبيا تعني الخروج من كأس العالم علي يد الأمريكان.
وفي المباراة التي أقيمت على أرضية ملعب “روز بول” في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، تفوقت أمريكا بهدفين لهدف.
خسارة تحمّل جزءً منها إسكوبار الذي حوّل عرضية بالدقيقة 34 للاعب الوسط الأمريكي جون هاركيس في مرمى بلاده لتتقدم أمريكا بهدف نظيف ومن ثم تفوز بالأخير.
لتكون الخسارة الثانية لهم وبالتالي الإقصاء من المونديال الأمريكي.
إقصاء تحمله بطبيعة الحال إسكوبار لكن رد الفعل من عصابات بلده كانت مأساوية.
بعد البطولة، قرر إسكوبار العودة إلى كولومبيا بدلاً من زيارة أقاربه في لاس فيجاس.
وفي مساء يوم 1 يوليو 1994، بعد خمسة أيام من خروج كولومبيا من كأس العالم، اتصل بأصدقائه للتنزه.
وذهبوا لحانة تُدعى إل بوبلادو وبعدما فرغوا منها توجهوا بسيارتهم لملهى ليلي يُدعى الملهى الهندي “إل إنديو”.
الدراما بدأت عندما انفصل عنه أصدقاؤه، وفي حوالي الساعة 3:00 من صباح اليوم التالي.
كان إسكوبار وحده في موقف سيارات الحانة.
عندها ظهر 3 أشخاص شرعوا في إطلاق النيران عليه وهم يهتفون “جول” مع كل طلقة وأطلقو6 طلقات استقرت في جسد المدافع الضحية فارق بسببها الحياة.
يقال أن أندريس قتل علي يد قُتل علي يد الكارتل الذين وضعوا رهانات كبيرة علي المنتخب الوطني الذي تعرض للخسارة.
وبعد أيام قليلة، تم التعرف علي القاتل واتضح أنه حارس شخصي لرؤساء الكارتل يدعي هامبرتو كاسترو مونيوز.
وأعترف مونيوز بقتل أندريس، وتم الحكم عليه بالسجن 43 عاماً، لكن تم إطلاق صراحه بعد 11 عاماً لحسن السلوك.
قُتل إسكوبار في سن الـ27 عاماً، وشيع الشعب الكولومبي جنازته التي حضرها 120 الف شخص، علي رأسهم الرئيس الكولومبي سيزار جافاريا.