أخرها السلفادور.. كوارث رياضية شاهدة على الوجه القبيح لكرة القدم
دائمًا ما تشتهر كرة القدم بوجهها الممتع المليء بالشغف والإثارة والجنون المصاحب لمبارياتها وأحداثها، لكن الوجه الأخر للساحرة المستديرة يحمل في طياته تاريخًا دمويًا وأحداث مأسوية تركت أثراً واضحاً وندوبًا قبيحة على الصعيدين الرياضي الإنساني.
فبدءًا من كارثتي ملعب ليما الوطني والمونيومنتال مرورًا يأحداث استاد بورسعيد وكارثة جاوا الإندنوسية وانتهاءً بأحداث السبت المظلم بالسلفادور، سطرت صفحات كتب التاريخ الكروي حكايات مأسوية.
حادثة ملعب ليما الوطني في بيرو 1964
تعتبر حادثة الملعب الوطني بالعاصمة البيروفية ليما من أكثر المأسي الإنسانية وأكثرها ضحايا، حيث لقى 328 شخصًا مصرعهم، فى المباراة التى جمعت بين منتخبي بيرو ضد الأرجنتين في 24 من مايو 1964، بالتصفيات النهائية المؤهلة لأولمبياد طوكيو
انطلقت شرارة الكارثة قبل 6 دقائق من نهاية المباراة، عندما سجل منتخب بيرو هدف التعادل، ورفض الحكم احتسابه بحجة وجود تسلل، فثارت الجماهير البيروفية وقامت باقتحام الملعب وتكسير مقاعد المدرجات، ليقوم رجال الأمن بالتصدي للجماهير الغاضبة، باستخدام الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى وقوع هذا الكم من القتلى والجرحى.
مأساة ملعب المونيومنتال 1968
في بلاد الفضة وتحديدًا العاصمة بوينس أيريس وقعت واحدة من اسوأ الكوارث الرياضية على مر التاريخ وبعد مباراة السوبر كلاسيكو بين الغريمين بوكا جونيورز وريفر بليت، حيث لقي 71 شخصاً حتفهم عند أحد البوابات أثناء محاولتهم الخروج من الملعب، وكانت تلك الفاجعة أسوأ كارثة أرجنتينية، حيث قدر معدل أعمار الضحايا بـ19 عاماً.
ووقعت الكارثة بعدما بدأت جماهير بوكا جونيورز بإحراق أعلام ريفر بليت في الطبقات العليا من مدرجات الغريم في المونيومنتال مما تسبب في تدافع جماهيره إلى الطوابق السفلية، بينما قال آخرون أن السبب كان توجه مشجعي ريفر بليت إلى مقاعد جمهور بوكا جونيورز، مسببين لهم الذعر.
وبعد ثلاثة سنوات من التحقيقات الحكومية تم حفظ القضية، وعدم توجيه اتهامات لأي طرف، مما سبب خيبة أمل لأهالي الضحايا.
كارثة ملعب هيسل 1985
شهد ملعب “هيسيل” في العصمة البلجيكية بروكسل يومًا مأسويًا في التاسع والعشرين من مايو عام 1985، حين لقى 39 مشجعاً مصرعهم وأصيب المئات كانوا في انتظار متابعة المباراة النهائية من دوري أبطال أوروبا بين ليفربول ويوفنتوس.
تسببت حالة العداء والشحن بين مشجعي ليفربول التي تناصب الجماهير الإيطالية العداء والكره بعد الاشتباكات العنيفة التي شهدها نهائي البطولة السابقة والتي توج بها أحمر مدينة ليفربول على حساب ذئاب العاصمة روما.
حاولت جماهير الريدز بقيادة “الهولبجانز” رد الاعتبار والاعتداء على فريق السيدة العجوز قبل انطلاق المباراة، وهو ما استدعى المشجعين الطليان دفعها إلى التراجع نحو جدار المدرج والذي انهار من تدافع الجماهير مسببًا ضحايا وإصابات.
وعلى الرغم من وقوع الكارثة في المدرجات، أصر الاتحاد الأوروبي على إقامة المباراة والتي حسمها اليوفي بهدف الفرنسي ميشيل بلاتيني، وذلك لتجنب غضب الجماهير وتجنب حدوث كارثة أكبر بعد رغية “هوليجانز إيطاليا” في لثأر.
بعدها أصدر الاتحاد الأوروبي عقوبات مغلظة، حيث تم منع مشاركة الأندية الإنكليزية في المسابقات الأوروبية بمدة 6 سنوات بشكل عام، ليفربول بشكل خاص 7 سنوات، وتم تحويل عددًا من مشجعي الليفر لمحاكمة عاجلة بتهمة القتل العمد.
حادثة هليزبروه 1989
فقد 96 مشجعًا لفريق ليفربول حياتهم، وأصيب مئات أخريين في السادس عشر من أبريل عام 1989، على ملعب هيزلبروه الذي كان على موعد مع مباراة نصف نهائي كأس إنجلترا بين الريدز ضد نوتنجهام فورست.
تسبب التعنت الأمني من الشرطة الإنجليزية ضد جماهير الريدز بكارثة كبري، حيث فتح الأمن بوابتين فقط لدخول ألالاف الجماهير وإغلاقها بعد دخولهم، مما تسبب في وقوع تدافع بين الجمهور، لتضطر قوات الأمن لفتح البوابات مجدداً، مما أدى إلى مقتل وإصابة المئات، بسبب تخطي المدرج لطاقته الاستيعابية.
بعدها أصدر الاتحاد الإنجليزي إزالة جميع السياجات الحديدية التي تفصل المدرجات عن الملعب وحظر استخدامها في جميع ملاعب المملكة.
كارثة أكرا 2001
في التاسع من مايو عام 2001، شهدت القارة السمراء واحدة من أكبر مآسيها الكروية، عندما توفي 127 مشجعاً، وأصيب العشرات بجروح ورضوض في ملعب أكرا الوطني في العاصمة الغانية.
وفي أثناء مباراة ديربي العاصمة بين فريقي هارتس أوف أوك وأشانتي كوتوكو، تقدم الأخير بهدف واحد، قبل أن يقلب الأول النتيجة لمصلحته بهدفين في الدقائق الأخيرة، لتندلع أعمال شغب قادتها جماهير الفريق الخاسر، فتصدت لها وحدة من رجال الشرطة، وأدت المواجهات إلى مقتل عدد من المشجعين.
أحداث ملعب بورسعيد 2012
لقي 72 شابًا من رابطة أولتراس أهلاوي، المساندة لـ النادي الأهلي، حتفهم بعد أحداث دامية شهدت عليها مدرجات ملعب بورسعيد.
واشتعلت الأحداث بعد نهاية مباراة المصري البورسعيدي والأهلي بالدوري المصري الممتاز، حيث اندفعت جماهير من جهة مدرجات المصري إلى مدرجات مشجعي الأهلي، مما أدي إلى نزول جماهير الأهلي إلى ممر الخروج المغلق يإحكام من الخارج، ثم انطفأت أضواء الملعب.
كارثة جاوا الإندنوسية 2022
أعلنت الشرطة الإندونيسية مقتل 125 شخصا وأصابة أكثر من 320 شخصا بعد تدافع عقب اندلاع اعمال شغب للجماهير في مباراة بين فريقي أريما وبيرسيبايا سورابايا بأحد ملاعب محافظة مالانغ شرقي جزيرة جاوا.
ولم تشهدها الملاعب الإندونيسية من قبل رغم تكرار حوادث الشغب، وسقوط عدد قليل من المصابين من حين لآخر في إندونيسيا.
واقتحم جمهور أريما أرض ملعب كانجوروهان في مالانج عقب الهزيمة 3-2 وأطلقت الشرطة قنابل غاز؛ وهو ما تسبب في تدافع وحالات اختناق.
كارثة ملعب مونيمنتال في السلفادور 2023
شهدت مباراة ربع النهائي من الدوري السلفادوري، أحداثًا مأسوية حيث لقى 12 شخصًا مصرعهم وأصيب المئات على بوابة ملعب اللقاء، مساء يوم السبت الماضي.
وجاء ذلك في المباراة التي كانت من المنتظر أن تجمع فريق أليانزا مع نظيره فاس حامل اللقب، في ربع النهائي من بطولة الدوري السلفادوري.
وأعلنت الشرطة المدنية في السلفادور في تقريرها الذي نقلته وكالة الأنباء الأمريكية “أسوشيتد بريس” أن هناك 9 أشخاص قد قتلوا وأصيب العشرات على في ملعب “مونومينتال” في مدينة كوسكاتلان التي تقع شمال شرق العاصمة.
ووفقًا للعديد من التقارير التي أكدت باحتمالية زيادة حالات الوفاة بعدما نقل 2 من الجرحى إلى المستشفى في حالة حرجة.
وكانت المباراة قد توقفت بعد انطلاقتها بـ16 دقيقة، بعدما بدأ المشجعون في التساقط، وهو واستدعي الحكم على إيقاف اللعب.