ما لا تعرفه عن لقاءات القمة.. عندما لعب الفريقان 140 دقيقة و6 أشواط بأمر ملكي

0

كتب: مؤمن المحمدي

 

كنا في موسم 1948-1949 وقد قارب على نهايته، كأس مصر كان يسمى “كأس الملك فاروق”، وكانت هي البطولة الأولى والأهم، إذ كانت بطولة الدوري العام في موسمها الأول، ولم تثبت أقدامها، ولم يتضح بعد إن كان مقدرا لها الاستمرار من عدمه. لذلك، كانت بطولة كأس الملك هي “بطولة القطر”.

- الإعلانات -

وصلنا إلى نهائي الكأس، الأهلي يلاقي نادي فاروق (الزمالك حاليا)، وهما الناديان الأكثر شعبية، بدا ذلك واضحا من امتلاء المدرجات بعشرة آلاف متفرج (كان ذلك رقما مهولا) لكل فريق نصف هذا العدد الكبير، وأطلق عزت العشماوي حكم اللقاء صفارته في عصر يوم الجمعة 29 أبريل 1949.

- الإعلانات -

قبل أن تمر دقائق جس النبض، أعاد عمر شندي (مدافع الأبيض) الكرة لحارس مرماه يحيا الحرية إمام (أبو حمادة وجد حازم) لكنها لم تصل إليه، ففي الطريق قطعها توتو مهاجم الأهلي، وسجل الهدف الأول، لترتبك حسابات الجميع وتشتعل المباراة.

مر الشوط الأول بتفوق أهلاوي، لكنه لم يسفر عن مزيد من الأهداف ليبقى الموقف معلقا، ومع بداية الشوط الثاني تغير الوضع، وبدا إصرار نادي فاروق على تعويض الهدف، وتحمل همامي وسيد عثمان مدافعا الأهلي كثيرا، وانتظرنا حتى الدقيقة 70، حتى تغيرت النتيجة.

طالع أيضًا

سيطرة حمراء.. تاريخ مواجهات الأهلي ضد الإسماعيلي قبل مواجهة اليوم

كشف حساب برونو سافيو بعد رحيله عن الأهلي.. 3 بطولات وهدف غالي

كانت الكرة مشتركة بين حلمي مسطرة لاعب الأهلي وزقلط لاعب فاروق، أصيب حلمي وخرج للعلاج، مرر لاعبو الكرة سريعا، وصلت إلى يونس مرعي اللاعب الثعلبي المراوغ (حسب وصف جريدة المقطم) فتمكن من إحراز التعادل، وعم الهرج والمرج، وأصبح الجمهور على أعصابه، ومرت الدقائق المتبقية دون جديد.

حسب اللائحة، وكما هو معمول به حتى الآن، كان على الفريقين خوض شوطيين إضافيين من نصف ساعة على شوطين، لكن لم تكن هناك ركلات ترجيح، إذا انتهى الشوطان بالتعادل، إما تعاد المباراة وإما إجراء قرعة بشلن فضة، وإن كانت الأولوية للإعادة.

كان يحيا الحرية إمام هو نجم الشوطين الإضافيين، تقريبا كل الصحف وجهت له تحية خاصة، أدى يحيا أداء بطوليا، استطاع به الحفاظ على التعادل، لتنتهي 120 دقيقة بالتعادل الإيجابي 1-1، وانتظر الجميع ماذا قرر حكم اللقاء، لكن من قرر كان عمر فتحي نائب جلالة الملك لحضور المباراة، فقد حمل للجميع رغبة ملكية في أن تنتهي مباراة الكأس اليوم، ولابد من فائز.

إذن، فلتمتد المباراة لشوطيين إضافيين إضافيين (يعني شوط خامس وشوط سادس) لكن كان هناك مانعان، الأول هو أن الإعياء بلغ باللاعبين مبلغا يصعب خوض نصف ساعة أخرى، كما أن الظلام سيحل، ولم تكن هناك إضاءة كاشفة، فتقرر أن يكون الشوطان ربع ساعة، سبع دقائق ونصف لكل شوط، ليصل مجموع دقائق إلى 135 دقيقة، وباحتساب الوقت بدل الضائع إلى 140.

مر الشوط الخامس دون جديد، وبقيت سبع دقائق ونصف للحسم، وجاء الحسم بقدم حسين مدكور (العواجيز أمثالي يتذكرونه كمعلق حماسي) مدكور نجم الأهلي راوغ دفاع نادي فاروق، وانفرد بيحيا الحرية إمام، وراغه هو الآخر، وأحرز هدف بطولة القطر لتتغير النتيجة أخيرا، ولم يعد باقيا سوى دقائق قليلة.

اندفع نادي فاروق بكل خطوطه، حتى مدافعه حنفي بسطان ترك مكانه على أمل إدراك التعادل، فكانت النتيجة الطبيعية هدف ثالث للأحمر من مرتدة وصلت إلى فتحي خطاب لاعب الأهلي فلم يضيع الفرصة.

سلم عمر فتحي الكأس للاعبي الأهلي، وعزف السلام الملكي، وهتف الجميع بحياة جلالة الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان.

-الإعلانات-

اترك تعليقا

قد يعجبك أيضًا