أدريانو الإمبراطور.. مسيرة أسطورية دمرتها مكالمة هاتفية

0

إذا كنت محبا لكرة القدم وعاشق ومتيم برائحة «الجلد المدور»، ستكون على دراية شبه كاملة بأسماء اللاعبين والنجوم التي أسعدتك وكانت سبب في تغيير مودك اليومي من الأسوأ إلى الأفضل في كل يوم تشاهد فيه مباريات الساحرة المستديرة، وبالتأكيد إذا تحدثنا من هذا المنطلق سيطول الحديث جدا وقد يحتاج إلى أيام بل شهور حتى تعطي كلا منهم حقه، لكن ما نحاول فعله اليوم هو تسليط الضوء على لاعب منعته الظروف من أن يكون نجم يذكر الجميع اسمه عندما يكون الحديث عن عظماء كرة القدم عبر التاريخ.

لاعبنا اليوم لقبته الجماهير بخليفة الظاهرة رونالدو نازاريو دي ليما، وكانت بدايته ملء أسماع وأبصار كل متابعي كرة القدم، حديثنا اليوم سيكون عن أدريانو ليت ريبيرو.

- الإعلانات -

بداية الكبار

- الإعلانات -

ولد أدريانو في السابع عشر من فبراير عام 1982، وأظهر موهبته بقميص فريق فلامينجو موسم 2000-2001 بالدوري البرازيلي، وسجل 10 أهداف في 24 مباراة، وانتقل إلى إنتر ميلان العملاق الإيطالي.

سجل أدريانو هدفًا يتيمًا في 8 مشاركات مع إنتر ميلان خلال موسمه الأوروبي الأول، ولكنه انتقل إلى بارما ليلعب دون ضغوط ويظهر موهبته الحقيقية.

وخلال عامين مع بارما، سجل أدريانو 30 هدفًا في 37 مباراة ليعود إلى إنتر ميلان عام 2004 من الباب الكبير، ليبدأ مسيرة ذهبية استمرت 5 مواسم لقبته خلالها جماهير إنتر ميلان بـ «الإمبراطور».

ولم يكن عام 2004 بمثابة بداية حقيقية فقط بل كان عام مفصلي في مشوار أدريانو بعد أن أهدى البرازيل وبشكل درامي التعادل مع الأرجنتين في الوقت القاتل خلال نهائي كوبا أميركا، وتوجت البرازيل باللقب بركلات الترجيح، وعقب المباراة قال أدريانو : «هذا اللقب لأبي ألمير، إنه صديقي العظيم في الحياة، شريكي وبدونه أنا لا شيء».

موهبة اتفق عليها الجميع

قال السويدي زلاتان إبراهيموفيتش إن أدريانو هو أفضل مهاجم شارك إلى جواره طوال مسيرته الاحترافية، مؤكداً أنه كان أحد أسباب انتقاله إلى إنتر ميلان.

وأكد إبراهيموفيتش، في تصريحات نشرتها صحيفة “الصن” البريطانية، أنه طلب من موراتي رئيس الإنتر آنذاك الإبقاء على أدريانو ضمن صفوف الفريق بسبب رغبته في اللعب معه بالخط الأمامي لـ”النيراتزوري”.

وأضاف إبرا: “صحيح أنني لعبت مع لاعبين مميزين للغاية، لكن يبقى أدريانو هو اللاعب المفضل بالنسبة لي.. كان مثل الوحش الذي لا يتمكن أحد من إيقافه أو منع هجماته”.

مكالمة تسببت في انهيار الإمبراطور

«أدريانو كان لديه أب، يعتني به كثيرًا ويجعله دائمًا في الطريق الصحيح، لكن أموراً غير معقولة كانت تحدث، لقد تلقى مكالمة هاتفية في يوم من البرازيل، وسمع الخبر، بدأ في البكاء، وأخذ في الصراخ، بعدما ألقى الهاتف على الأرض وماروتا قرر منذ ذلك الوقت أن يحتضنه»

بهذه العبارات وصف قائد إنتر ميلان السابق خافيير زانيتي مأساة زميله البرازيلي، والمحنى الذي حدث في مسريته بعد وفاة والده.

ووصف أدريانو وفاة والده قائلا: «مأساتي بدأت في نهاية عام 2004 عندما توفى والدي بعد تعرضه لأزمة قلبية، بعدها بدأت أسرف في شرب الخمور حتى إدمانها، ولم استطع الإقلاع عنها ما أدى إلى زيادة وزني بنسبة مفرطة وتم إلقاء القبض علي مرتين بالملاهي الليلية».

ظل أدريانو على هذا الحال الصعب بعد وفاة والده وكان تائها نفسيا وفنيا وبدنيا، واستمر إنتر ميلان في الصبر عليه فترات طويلة، حتى نفذ صبر الإدارة وقررت في يناير 2008، أن تعيده إلى البرازيل على سبيل الإعارة لنادي ساو باولو، أملاً في أن يعود لمستواه.

لكن هذا القرار كان بمثابة مسمار في نعش اللاعب البرازيلي الذي عاد إلى «أصدقاء السوء»، فمنطقته فيلا كروزيرو، بريو دي جانيرو، والتي تسمى بمدينة الصفيح، وترتفع فيها نسبة الجريمة بشكل كبير، ليحول أدريانو من نجم يسعى الجميع لالتقاط الصور بجانبه إلى شخص مشبوه يتباعد الناس عنه خوفا من الأذى.

وقال أحد أصدقائه المقربين، إن الاكتئاب والخمر أخذا جزءًا كبيرًا من حياته، مشيراً إلى أنه أصبح الآن أكثر وحدة وقد فقد الآن الفرحة الناجمة من لعب كرة القدم.

ظهرت شائعة أن أدريانو فقد كل ثروته وصار منضماً لعصابات إجرامية وتجارة المخدرات، لكن نشاط النجم البرازيلي على مواقع التواصل الاجتماعي تفضح كذب كل هذه الأخبار المغلوطة.

بداية النهاية

بدأ البرازيلي في فقدان حبه للعبة كرة القدم ولم تعد أولوية كبيرة له وبدأت مشاكل الافراط في شرب الكحول والسهر وعدم الالتزام ليتم اعارته لساو باولو البرازيلي، وقد كانت بداية نهاية مسيرته في أوروبا حيث ظهر بعد ذلك في روما لموسم وحيد فشل في تسجيل أية أهداف به ليعود  لكورينثياز في موسم 2011.

حاول أدريانو احياء مسيرته بعد ذلك، ولكنها انتهت مع نادي أمريكي وهو ميامي يونايتد الذي فشل في تسجيل أية أهداف له ليعتزل عام 2016 لينهي قصة لاعب موهوب دمره بريق الحياة كنجم بالإضافة لمأساة عائلية أثرت بشكل مباشر على حياته المهنية.

وفي 2016، أصبح أدريانو عضوا في عصابة شهيرة في البرازيل تحمل اسم “الكوماندوز الأحمر”، وذلك في محاولة لكسب الأموال بطريقة سهلة، في إحدى أصعب فترات اللاعب السابق.

وأشارت تقارير صحافية إلى أن العصابة قد أجبرت أدريانو على الانضمام إليها، حتى تضمن الحماية لعائلته، واعتمدت عليه من أجل إتمام صفقة سلاح، بعدما ظهر في عدة صور وهو يحمل رشاشات نصف آلية.

طالع أيضًا:

روميلو لوكاكو.. التائه في الميركاتو

ليندا كايسيدو.. من التغلب على «السرطان» لسماء المجد مع كولومبيا

نهائي دوري أبطال أوروبا 2023

تخلف أسطورة إنتر ميلان البرازيلي أدريانو (41 عاماً) عن الحضور إلى استوديو التحليل لنهائي دوري أبطال أوروبا بين فريقه السابق ومانشستر سيتي الإنجليزي في إسطنبول، وذلك بسبب حضوره 3 حفلات ساهرة عشية المباراة في ريو دي جانيرو.

وقال تقرير صحفي إن أدريانو صاحب ال74 هدفاً بقميص الأفاعي «اختفى بدون أثر» في الفجر ولم يحضر لركوب الطائرة المتوجهة إلى تركيا في الصباح.

-الإعلانات-

اترك تعليقا

قد يعجبك أيضًا