مباريات لا تنسى.. «باجيو مات واقفًا» البرازيل وإيطاليا في مونديال 1994

0

«باجيو مات واقفًا» لا يعلم العديد من محبي عالم الساحرة المستديرة وعاشقي تاريخ كأس العالم لماذا اطلقت تلك الجملة قبل 29 عامًا من الآن، عقب انتهاء مباراة البرازيل وإيطاليا في نهائي مونديال أمريكا 1994، التي تستحق أن تندرج ضمن سلسلة مباريات لا تنسى.

تُعد تلك المباراة من المباريات الي عُلقت في أذهان الجميع نظرًا لما شهدته من إثارة في الأوقات الأخيرة والحاسمة، بينما مواجهات البرازيل وإيطاليا في كأس العالم تشهد دائمًا ندية وقوة ومتعة.

- الإعلانات -

قبل انطلاق تلك المباراة كان يتساوى المنتخبان في عدد حصولهما على لقب كأس العالم برصيد 3 ألقاب.

- الإعلانات -

حصد السامبا نسخ أعوام 1958 و1962 و1970، بينما ظفر الآزوري بنسخ 1934 و1938 و1982.

مما يعني أن بطل نسخة 1994 سينفرد بصدارة حاملي كأس العالم برصيد 4 ألقاب.

وكان يرغب منتخب السامبا في معانقة الكأس الأغلى بسبب غيابه عن خزائنه منذ نسخة 1970.

بينما الطليان انتظروا 12 عامًا ليصلوا للمباراة النهائية بعد مونديال 1982.

تاريخ مواجهات البرازيل وإيطاليا في كأس العالم

التقى المنتخبان قبل نهائي مونديال 1994 4 مرات سابقًا، فاز كل منهما في مباراتين، تفوقت إيطاليا في نصف نهائي مونديال 1938 (2-1).

وعادت البرازيل لتُعدل الكفة في نهائي نسخة 1970 (4-1)، وفي مباراة تحديد المركز الثالث في مونديال 1978 تفوق السامبا مجددًا (2-1).

أما في مونديال 1982 انتصر الآزوري بثلاثية مقابل هدفين، ليدخلا اللقاء متعادلين في كل شئ.

طريق البرازيل إلى النهائي

فاز منتخب السامبا على روسيا بهدفين دون رد، ثم دك شباك الكاميرون بثلاثية نظيفة، واختتم دور المجموعات بتعادل مع السويد (1-1).

وأقصى السيليساو منتخب أمريكا صاحب الأرض بهدف نظيف في الدور الـ 16، وتخطى هولندا في ربع النهائي بنتيجة (3-2).

ليواجه السويد مجددًا في الدور نصف النهائي لكن تلك المرة تفوق بهدف دون رد.

طريق إيطاليا إلى النهائي

تعثر الآزوري في الافتتاح أمام أيرلندا بهدف نظيف، ثم فاز على النرويج بنفس النتيجة، وتعادل مع المكسيك (1-1).

وبصعوبة تمكن من إقصاء منتخب نيجيريا في الدور الـ 16 بهدفين مقابل هدف بعد التمديد بفضل تألق النجم روبيرتو باجيو.

وبنفس النتيجة أطاح الآزوري بمنتخب إسبانيا من الدور ربع النهائي، ثم أقصى بلغاريا بهدفين لهدف في المربع الذهبي.

 

اقرأ أيضًا

بمشاركة الأهلي.. تعرف على الفرق المشاركة في كأس العالم للأندية لكرة اليد

مباريات لا تنسى.. مباراة البرازيل وإيطاليا

في يوم 17 يونيو عام 1994 احتضن ملعب «روز بول» بمدينة باسادينا بولاية كاليفورنيا مباراة البرازيل وإيطاليا في نهائي مونديال 1994 وسط حضور 94.194 ألف متفرجًا.

وكان مونديال 1994 هو الأول الذي يشارك خلاله 24 منتخبًا وتم تقسيم المنتخبات لـ 6 مجموعات.

مباريات لا تنسى

ودخل السيلساو اللقاء تحت قيادة المدرب كارلوس ألبرتو بيريرا، والذي بدأ المباراة بالتشكيل التالي:

حراسة المرمى: كلاوديو تافاريل.

الدفاع: جورجينيو – ألدايير – مارسيو سانتوس – برانكو.

الوسط: ماورو سيلفا – دونجا – مازينهو – زينهو.

الهجوم: روماريو – بيبيتو.

وعول المدرب الإيطالي أريجو ساكي على تشكيل، جاء على النحو التالي:

حراسة المرمى: جيانلوكا باليوكا.

الدفاع: روبيرتو موسي – فرانكو باريزي – باولو مالديني – أنطونيو بياريفو.

الوسط: نيكولا بيرتي – دينو باجيو – ديميتريو ألبرتيني – روبيرتو دونادوني.

الهجوم: روبيرتو باجيو – دانييلي مسارو.

أحداث المباراة

اطلق الحكم المجري ساندور بول صافرة بداية اللقاء المرتقب بين العملاق الأوروبي ونظيره اللاتيني.

تحصل مازينهو على بطاقة صفراء في الدقيقة الرابعة بعد عرقلة لبيرتي، وجاء أول تهديد للسامبا في الدقيقة 13 عن طريق رأسية روماريو التي أمسكها حارس الطليان.

وفي الدقيقة 21 انفرد مسارو وجهًا لوجه مع تافاريل لكن سدد في جسد حارس عرين السيليساو.

وغادر جورجينيو الملعب في نفس الدقيقة إثر إصابته وتم دخول كافو بدلًا منه، وفي الدقيقة 34 دخل أبولوني بدلًا من موسى لينقل مالديني إلى مركز الظهير الأيسر.

وانهى شوط اللقاء الأول بالتعادل السلبي بعد تألق حارس الطليان في الدقائق الأخيرة أمام روماريو.

ودخل السامبا الشوط الثاني بقوة لكن وقف لهما باجيلوكا ليتصدى لكل محاولاتهم.

وبسبب صمود دفاع الآزوري فشل المنتخب البرازيلي في التسجيل ليذهبا للأشواط الإضافية.

واستمر روماريو في إهدار الفرص، ليتجه المنتخبان لركلات الترجيح من أجل حسم اللقب.

لتُصبح هي المباراة النهائية الأولى في كأس العالم والوحيدة حتى الآن التي لم يسجل خلال أشواطها الأصليين والإضافيين أي أهداف ويتم تحديدها بركلات الترجيح.

ركلات الجزاء

نفذ قائد الآزوري باريزي ركلة الجزاء الأولى للطليان وسددها بغرابة فوق العارضة، ودخل مدافع السيلساو سانتوس ليتصدى له باجليوكا.

ودخل ألبرتيني ليُحرز أول ركلات الطليان في الزاوية العليا، وعدل روماريو النتيجة سريعًا.

وسجل إيفاني للطليان مجددًا لكن تلك المرة في أعلى منتصف المرمى، ليرد برانكو عليه بتسديدة في الزاوية السفلى اليسرى.

وأهدر ماسارو بعد تصدي تافاريل، ليتقدم دونجا قائد السامبا في النتيجة لمنتخب بلاده (3-2) بتسديدة في الزاوية السفلى اليسرى.

ليذهب الأسطورة روبيرتو باجيو لتسديد خامس ركلات الطليان وعلى أكتافه أحلام الملايين من محبي ومشجعي الآزوري.

ووسط أنظار أكثر من 94 ألف مشجع حمل صاحب قصة الشعر الأشهر في المونديال حينها «ذيل الحصان» الكرة والتي يعني إهدارها ضياع حلم التتويج بالمونديال.

ويقف أمامه تافاريل حارس البرازيل الذي يعلم ما يُعرف عن باجيو من «برودة الأعصاب»، لكن أطاح بالكرة فوق العارضة بغرابة شديدة وعلى طريقة مماثلة لباريزي ليمنح السامبا اللقب الرابع في تاريخهم.

موقف إنساني

كرس منتخب السيليساو فوزه لروح بطل سباقات الفورمولا 1 الراحل أيرتون سينا، الذي توفى في حادث آليم في سان مارينو في إيطاليا قبل شهرين ونصف من موعد النهائي.

رقم جديد

أصبح المدافع الإيطالي فرانكو باريزي سادس لاعب في التاريخ يفوز بالميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في كأس العالم.

يغفر الله للجميع إلا باجيو

«يغفر الله للجميع إلا باجيو»، عبارة كُتبت وخُلدت على جدران الفاتيكان في العاصمة روما بإيطاليا، ورددها العديد من مشجعي الآزوري على مدار سنوات.

لتُلازم باجيو طوال مسيرته وحتى بعد اعتزاله بسبب تلك الركلة “المشؤومة” التي أهدرها في نهائي مونديال 1994، ليصبح بذلك أشهر دعاء في تاريخ المونديال.

ووصف باجيو بأنه “مات واقفًا” بسبب تلك الركلة المُخيبة، إنه احتضر وظل واقفًا لعدة ثواني ناظرًا نحو الأرض ورأسه منخفض بعدما قتل حلم الطليان.

وشبه باجيو تلك الثواني بأنها «جرح لا يغلق» وظل سنوات عديدة لا يتقبل حقيقة ما حدث في هذا الوقت.

وقال باجيو في سيرته الذاتية عن إهداره الركلة الشهيرة: “شعرت كأنني أموت وأنا واقف، ولم أفكر سوى في ردة فعل من في إيطاليا”.

وأضاف: “لم أنساها، وما زلت أحلم بها كأنها كابوس، وإذا رغبت في محو لحظة من حياتي، ستكون تلك اللحظة”.

واختتم: “قبل تلك الركلة لم أسدد فوق العارضة بهذا الشكل، لقد كانت تلك اللحظة هي الأصعب في مسيرتي المهنية”.

-الإعلانات-

اترك تعليقا

قد يعجبك أيضًا