أين ذهبوا؟ (9)| عادل تاعرابت.. زهرة بالية في حديقة المغرب الزاهية

0

تتواصل سلسلة «أين ذهبوا؟» التي تلقي الضوء على أسماء انتهى بها المطاف عكس ما كان متوقع لها، ونجومًا تتلألأت موهبتهم وبزغ نجمهم إلا أن ذلك التوهج ما لبث أن خفت بالقدر ذاته من السرعة التي ظهروا بها.

أختلفت وسائل فشل موهبتهم وكتابة النهاية لمشوارهم مبكرًا بأشياء داخل وخارج الملعب، إلا مقبرة النسيان كانت النهاية الحتمية لجميعهم.

- الإعلانات -

عادل تاعرابت الموهبة الإستثنائية التي ضلت طريقها إلى المجد، أحد أفضل المواهب التي تنبأ لها من عاصروها ووكانوا شاهدين على بداياتها بمستقبل مشرق، إلا أن التعنت وجنون العظمة كانوا سببين لسحب البساط من تحت أقدام أسد الأطلس، دافعة إياه نحو نفق مظلم بدلاً من توجيه الموهبة نحو الطريق الصحيح.

- الإعلانات -

الساحر المغربي الذي نثر سحره في ملاعب بلاد الإنجليز بقميص كوينز بارك رينجرز، أسرت مراوغاته قلوب مشجعي الساحرة المستديرة في إيطاليا من بوابة الروسونيري ميلان، سرعان ما أفل نجمه بعد مرور مسيرته بالعديد من العوائق التي لم تكن تكفي موهبته ولا عقليته لتخطيها.

البداية من الأراضي الفرنسية.

رأى تاعرابت النور عام 1989 بمدينة فاس المغربية، وبعمر الـ 9 اشهر هاجرت عائلته للأراضي الفرنسية، التي كانت شاهدة على بداياته مسيرة الساحر المغربي من بوابة فريق لانس عام 2001 بعمر الـ 12، وتدرج في فئات النادي السنية إلى أن تم تصعيده سنة 2006 إلى الفريق الأول، إلا أن إدارة الفريق فضلت التفريط في ساحرها الصغير بعمر الـ 17 عامًا بحجة سوء السلوك بعدما كان دائم التشاجر مع زملاؤه.

أصبح رحيل اللاعب حتميًا، وكانت الوجهه صوب بلاد الإنجليز وبالتحديد العاصمة لندن حيث انضم لصفوف توتنهام عام 2007 في خطوة توقع لها متابعيه في ذلك الوقت النجاح، إلا أن الرياح لم تأت كما اشتهاها تاعرابت وفشل في إثبات إمكانياته، إذ لعب معه 17 مباراة ولم يسجل أي هدف.

السحر يُنثر في لوفتس ورد

بعد موسمين بقميص فريق العاصمة لندن لم يقدم فيهما شيء يذكر، أعطى كوينز بارك رينجرز الساحر المغربي فرصة البرهنة على امتلاكه لموهبة تحتاج فقط لمن يثقلها، حيث انتقل لصفوف النادي الملكي عام 2009 على سبيل الإعارة لمدة موسم، وهناك انفجرت موهبة تاعرابت.

لمسات سحرية ومهارات خيالية وتسديدات من عالم أخر، خطفت قلوب وعقول فريق الأزرق والأبيض، مكنته من حصد جائزة أفضل لاعب في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي «تشامبيون شيب»، وأجبرت إدارة الفريق على شراء اللاعب نهائيًا في الميركاتو الصيفي عام 2010 بعقد يمتد لثلاث سنوات.

في موسمه الثاني مع كوينز انخفض سهم النجم المغربي، ما جعل علاقته تتوتر مع المدرب المخضرم هاري ريدناب، الذي فتح عليه نار انتقاداته قائلاً:

«تاعرابت ليس مصاباً، ولكنه للأسف غير جاهز لممارسة رياضة كرة القدم، لا يمكنني الاستمرار في حماية لاعبين لا يمكنهم الركض والتمرن، والذين يملكون 20 كيلوغراماً زائدة عن وزنهم المثالي. هل يمكنني القول له واصل الحصول على 60 ألف أو 70 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع من دون أن تتدرب؟».

إطلاله على الحلقات السابقة من سلسلة أين ذهبوا 

نهاية مبكرة

ليتم إعارته لنادي فولهام، بعد خوض 164 مباراة مع كوينز بارك، استطاع التسجيل في 34 مناسبة، إلا أنه لم يقدم شيئًا جديدًا، حيث لعب لفولهام 16 مباراة وسجل هدفا واحدا فقط.

قبل أن ينتقل عام 2014 معارًا مرة أخرى إلى نادي ميلان، كفرصة أدركها تاعرابت لكي يعود لمستواه ويكافيء إداراة الروسونيري على التعاقد معه، قدم مباريات ممتازة مع الروسونيري بمهاراته ومراوغاته الساحرة، نجح في تسجيل 4 أهداف من أصل 16 مباراة خاضها مع الفريق، اعتقد الجميع وأولهم البيج ميلان أن فريقهم سيشتري عقد اللاعب إلا أن مسؤولي النادي رفضوا ذلك.

وفي عام 2015 انتقل عادل لصفوف نسور العاصمة البرتغالية بنفيكا، في خطوة كانت الإثبات الرسمي على انتهاء مسيرته إكلينيكًيا، حيث قضى ما يقارب الموسم ونصف مصابًا، قبل أن يعيره أحمر العاصمة لشبونة إلى جنوى الإيطالي لمدة موسمين، طمكعًأ في استعادة اللاعب الموهوب مستواه المعهود، وهو ما كان على وشك تحقيقة إلا أن لعنة الإصابات واصلت مطاردته، حيث خاض 29 مباراة مع نادي مدينة البندقية العريق، سجل هدفين فقط.

ليعود إلى بنفيكا ويظل مع الفريق الأحمر حتى صيف عام 2022، الذي شهد على انتقاله لصفوف النصر الإماراتي، ولا زال لاعبًا للفريق الأزرق في دوري الخليج العربي حتى الأن بعمر الـ 33 عامًا.

أرقام تاعرابت مع الأندية

خاض تاعرابت 407 مباراة بقمصان الأندية التي دافع عنها، تمكن تسجيل 52 هدف، بالإضافة لـ 71 «أسيست».
تلك الأرقام التي مكنته من اللتتويج بالأتي:
– كأس carling مع توتنهام 2008.
– دوري الدرجة الثانية الإنجليزي مع كوينز بارك رينجرز 2010/2011.
– الدوري البرتغالي مع بنفيكا 2018/2019.
– السوبر البرتغالي مع بنفيكا 2020.

-الإعلانات-

اترك تعليقا

قد يعجبك أيضًا