«قصة وصورة»(2).. غانا تودع «مونديال» القارة السمراء بأقدام قائدها والسبب سواريز

0

على أرض البلد الأفريقي الذي عانى من «الأبارتايد» ونظام الفصل العنصري الذي حَكمت من خلاله الأقلية البيضاء البلاد من عام 1948 وحتى العام 1990، وتحديداً في ضواحي مدينة جوهانسبرج أغنى محافظات جنوب أفريقيا وثالث أكثر المدن الأفريقية اكتظاظاً بالسكان بعد القاهرة ومدينة لاجوس النيجيرية، كان ملعب «سوكر سيتي» الذي تكلف تجديده من أجل المونديال ما بين 4ر3 مليار راند (465 مليون دولار) و8ر3 مليار راند (520 مليون دولار)، يتهيأ لاستقبال مباراة ربع نهائي كأس العالم 2010، بين غانا وأوروجواي، يوم الجمعة الثالث من يوليو عام 2010، وعشاق كرة القدم في القارة السمراء غايتهم الكبرى رؤية «النجوم الغانية السوداء» في نصف نهائي مونديال «البافانا بافانا» على حساب «سيليستي الأوروجواي».

القارة السمراء التي كانت تعلق آمالها على المنتخب الغاني من أجل تحقيق إنجاز تاريخي يتمثل في تواجد منتخب أفريقي في نصف نهائي المونديال للمرة الأولى، لكن منتخب «النجوم السوداء» اصطدم بعقبة رجال المدرب أوسكار تاباريز الذي أيقظ العملاق الأزرق من سباته العميق وأعاده ليلعب بين الكبار في مشاركته الحادية عشرة في النهائيات (2010) واستعاد ذكريات الأمجاد الغابرة عندما توج باللقب عامي 1930 و1950 ووصل الى نصف نهائي 1954 و1970.

- الإعلانات -

- الإعلانات -

وكعادة المباريات الحاسمة بدأت المباراة بحماس متبادل بين المنتخبين، مع تفوق لمنتخب «السيليستي»، الذي هدد المرمى الغاني بأكثر من مناسبة، لكن «النجوم السوداء»، قالت كلمتها في الوقت بدل الضائع من أحداث الشوط الأول، وهذه المرة بتسديدة صاروخية اطلقها مونتاري من حوالي 25 مترا إلى الزاوية اليسرى لمرمى موسليرا مسجلًا الهدف الأول لغانا.

لكن فرحة مونتاري لم تدم طويلًا إذ نجح فورلان في إعادة المواجهة إلى نقطة الصفر مع بداية الشوط الثاني مسجلًا هدفًا رائعًا من ركلة حرة نفذها من الجهة اليمنى بعيدًا عن متناول كينجسون في الدقيقة 55، مسجلا هدفه الثالث في هذه النسخة وهدف التعديل للأوروجواي.

طالع أيضًا: «قصة وصورة»(1).. احتارت الكرة بين أسطورتين فدخلت المرمى ولم تهتز الشباك

لا غالب ولا مغلوب حتى الآن، وكاد جيان أن يضع نجوم غانا في المقدمة مرة آخرى، عندما كسر مصيدة التسلل على الجهة اليسرى قبل أن يسدد كرة قوية من حدود المنطقة تدخل عليها موسليرا ببراعة في الدقيقة 58، ورد عليه سواريز بفرصة أخطر بعدما تلقى عرضية متقنة من فورلان لكن تسديدة مهاجم أياكس امستردام الهولندي هزت الشباك الخارجية للمرمى الغاني.

وفشل الطرفان في إيجاد طريقهما إلى الشباك في ما تبقى من الوقت فاحتكما إلى التمديد الذي بدأه الغانيون بشكل أفضل من خصمهم وهددوا مرمى موسليرا بتسديدة بعيدة لاسامواه كوادوو علت العارضة بقليل في الدقيقة 96، ثم كاد جيان أن يستفيد من خطأ فادح لايديجيو أريفالو لكن موسليرا ضيق عليه الزاوية وتدخل في الوقت المناسب لقطع الطريق عليه.

وفي الشوط الإضافي الثاني كان جيان قريبًا من تسجيل هدف الخلاص لمنتخب بلاده بكرة رأسية أثر عرضية من البديل ستيفن ابياه لكن محاولته علت العارضة بقليل، وحبست الأنفاس في الدقيقة 117 عندما اعتقد الجميع أن الكرة في طريقها إلى الشباك الأوروجويانية عن طريق الخطأ من المدافع البديل أندريس سكوتي الذي حاول إيقاف جيان وحول الكرة نحو مرماه لكن ماكسيميليانو بيريرا تدخل في الوقت المناسب ليبعدها عن خط المرمى.

وفي الوقت القاتل من المباراة وتحديدًا الدقيقة 122 والثانية من الوقت المحتسب بدلًا من الضائع للشوط الأول الإضافي، تحصل الغانيون على فرصة العمرعندما منحهم الحكم ركلة جزاء بعد لمس سواريز الكرة بيده على خط المرمى فطرد مباشرة، وهنا بدأت القصة، وظهرت الصورة.

«قصة وصورة»(3).. غانا تودع «مونديال» القارة السمراء بأقدام قائدها والسبب سواريز

قصة وصورة

الصورة: دومينيك أدييا، لاعب وسط «النجوم السوداء» يضرب كرة رأسية في مرمى «السيليستي» الخالي من حارسه، الجماهير الغانية والأفريقية تستعد للاحتفال بالتأهل لنصف نهائي المونديال، لكن الأرض انشقت ليخرج منها لويس سواريز ويبعد الكرة من على خط المرمى بيده، ويقتل الحرم الأفريقي الكبير.

الصورة: الحكم البرتغالي أوليفاريو بنكويرينسا يطلق صافرته معلنًا احتساب ركلة جزاء للمنتخب الغاني مع اشهار البطاقة الحمراء في وجه سواريز، ليتجدد أمل غانا في اقتناص بطاقة الترشح لنصف نهائي المونديال، لكن جيان قتل الحلم وسددها بالعارضة (2+120)، قبل أن يطلق الحكم صافرة النهاية ليلجأ المنتخبان الى ركلات الترجيح التي سجل فيها جيان الركلة الأولى لبلاده بعد أن وضع فورلان الأوروجواي في المقدمة، ثم بقي التعادل سيد الموقف بعد نجاح ماوريتسيو فيكتورينو وأندريس سكوتي من جهة الأوروجواي وأبياه من جهة غانا قبل أن يخفق القائد جون منساه في محاولته بعدما صدها الحارس لكن ماكسيميليانو بيريرا أطاح بركته فوق العارضة، ثم عادت الأفضلية للأوروجواي بعدما صد موسليرا ركلة البديل دومينيك أدياه ليسجل سيباستيان ابرو ركلة تأهل «السيليستي» ويطيح منتخب الأوروجواي بآمال القارة الافريقية بأكملها وبلغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ 40 عاما بعدما تغلب على نظيره الغاني 4-2 بركلات الترجيح أثر تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي.

سواريز الشيطان

ما قام به اللاعب لويس سواريز كمنقذ لأوروجواي في تلك الليلة جعله شخصًا غير مرغوب فيه في غانا، حتى أنه اكتسب لقب «إل ديابلو» أو «الشيطان»، فبعد أن كانت نتيجة المباراة مع غانا حينها 1-1 وتقترب من الثواني الأخيرة من الوقت الإضافي، منع سواريز هدفًا بطريقه للمرمى بيديه.

الهدف لو كان سُجل لأدخل غانا في نصف نهائي كأس العالم، وجعلها أول فريق أفريقي في التاريخ يصل إلى الدور نصف النهائي، ولكن بدلا من ذلك، طُرد سواريز، وأضاع أسامواه جيان، نجم وقائد غانا حينها ركلة الجزاء.

وأصبحت صور سواريز وهو يحتفل بشدة في نفق الملعب واحدة من اللحظات الخالدة لكأس العالم، وأثارت غضب المشجعين الغانيين الثائرين، قبل أن تخسر غانا بركلات الترجيح اللاحقة ومعها فرصة الفريق في صناعة التاريخ.

عقدة أوروجواي

يبدو أن ركلات الجزاء باتت عقدة حقيقية لمنتخب غانا في مواجهاته بكأس العالم ضد أوروجواي، فبخلاف ركلة 2010، وشهدت مباراة غانا وأوروجواي ضمن الجولة الثالثة من المجموعة الثامنة لكأس العالم 2022 في قطر، حصول «النجوم السوداء» على ركلة جزاء بعد العودة لتقنية الفيديو، نتيجة عرقلة محمد قدوس.

ولكن أندريه أيو مهاجم غانا المخضرم أهدر ركلة الجزاء في الدقيقة 21، بعدما تصدى لها سيرجيو روشيت حارس أوروجواي، وترسخت عقدة «النجوم السوداء» ضد «السيليستي» فيما يخص ركلات الجزاء، حيث أعاد إهدار أندريه أيو ما حدث بين المنتخبين في ربع نهائي مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، والذي كان بطله لويس سواريز وأسمواه جيان.

المثير أن أندريه أيو هو اللاعب الوحيد المتبقي من جيل غانا في مونديال 2010، كما أنه جعل منتخب «النجوم السوداء» الأول في تاريخ كأس العالم الذي يهدر ركلتي جزاء متتاليتين أمام نفس المنافس في نسختين مختلفتين.

-الإعلانات-

اترك تعليقا

قد يعجبك أيضًا