أين ذهبوا؟ (12)| رادميل فالكاو.. نمر كولومبيا المنسي
في ثمانينيات القرن الماضي كانت كولومبيا لا تعرف سوى شيئين، الكوكايين وكرة القدم، هما اللتين عرفتا رواجًا كبيرًا في عصر الباترون بابلو إيميليو إسكوبار.
إسكوبار الذي كان متيمًا بحب كرة القدم وتحديدًا فريق مدينة مديليين الأخضر، أتليتكو ناسيونال والذي تبناه ماديًا، حيث أنشئ له ملعباً كبيرًا وأغدق الأموال لحسم صفقاته، متعاقدًا مع المخضرم فرانشيسكو ماتورانا الذي قاد بعدها كولومبيا إلى نهائيات مونديال الولايات المتحدة 1994، والذي لم يشهده الزعيم بابلو لأنه كان ميتًا، بعد اغتياله على أسطح أحد المنازل في ضواحي مديليين الشعبية من قبل الشرطة الكولومبية.
قبل 7 سنوات من اغتيال سكوبار، عرفت مدينة مديليين وتحديدًا ضاحية سانتا مارتا مولد طفل يدعى رادميل فالكاو جارسيا، الذي أصبح فيما بعد الهداف التاريخي لبلاد البن وقصب السكر برصيد 36 هدفًا.
رادميل النمر الغير مُروض، يمتلك من القوة والسرعة ما يكفي لتجاوز أعتى مدافعي العالم، واحد من قلائل المهاجمين الذين يتمتعون بغريزة اصطياد الشباك برأسه وكلتا قدميه، مجسدًا المثل الإفريقي الشهير “زئير الأسد لا يكفي لقتل الفريسة”.
بداية نارية مع «المليوناريوس»
عرف نادي لانسروس الكولومبي، بداية رادميل مع كرة القدم، قبل أن تلتقطه العين الخبيرة في أبيض وأحمر العاصمة الأرجنتينة بوينيس أيريس، ريفر بليت الذي قدمه للعالم كواحد من أخطر المهاجمين الواعدين تحت القيادة الفنيه لدييجو سيميوني المدير الفني للأغنياء العاصمة في ذلك الوقت.
انضم النجم الشاب في عام 2001 إلى النادي المُلقب بـ «الميليوناريوس» أو الأغنياء، بصفقة قيمتها نصف مليون يورو، واستمر مع فريق شباب النادي حتى عام 2005 ، ليتم تصعيده للفريق الأول للنادي الذي استمر رفقته حتى عام 2009 ، مشاركاً في 111 مباراة أحرز خلالهم 83 هدف و 14 اسيست.
هز الشباك متواصل في الـ «دو درجاو»
بعد انفجار موهبة رادميل في بلاد الفضة كانت مسألة انتقاله للقارة العجوز مسألة وقت، وهو ما تم بالفعل، حين تكفل تنانين البرتغال نادي بورتو بجلب الهداف الكولومبي للملاعب الأوروبية بالميركاتو الصيفي عام 2009 مقابل 6 مليون يورو، لتشهد شباك الخصوم على أهدافه بالقميص الأزرق والأبيض على مدار موسمين قضاهما داخل جنبات ملعب الدرجاو.
قاد فالكاو فريق المدينة الساحلية إلى تحقيق المجد الأوروبي الأول منذ إعجاز جوزية مورونيو والفوز بدوري أبطال أوروبا 2004، حينما حصد رفقه التنانين لقب الدوري الأوربي 2011، في الموسم شهد تسجيله رقماً قياسياً من الأهداف المسجلة خلال موسم واحد في الدوري الأوروبي برصيد 17 هدفاً.
وعلى مدار الموسمين شارك «التايجر» في 87 مباراة بجميع المسابقات أحرز خلالهم 72 هدفاً، بالإضافة لـ 17 اسيست.
لمتابعة الحلقات السابقة من سلسلة «أين ذهبوا؟» إضغط هنا
موعد مع المجد برفقة «الروخي بلانكوس»
شهد الميركاتو الصيفي من عام 2011 رحيل كون أجويرو عن أتليتكو مدريد صوب «سيتزينز» مدينة مانشستر، وبدأ «التشولو» دييجو سيميوني مدرب فريق العاصمة الإسبانية في رحلة البحث عن خليفة الهداف الأرجنتيني، حتى وجد ضالته في لاعبه السابق مع «المليوناريوس»، ونجح في إحضاره لقلعة «الفيسينتي كالديرون» في صفقة بلغت 40 مليون يورو.
ولم يحتاج فالكاو الكثير من الوقت ليثبت أنه خير خلف لخير سلف، حيث ساهمت أهدافه في قيادة «الروخي بلانكوس» للأول ألقابه الأوروبية منذ زمن بعيد، وبالتحديد الدوري الأوروبي 2012 على حساب أتليتك بلباو، وهي البطولة التي شهدت تتويجه هدافاً لها للموسم الثاني توالياً.
شارك النجم الكولومبي مع ناديه الاسباني في 91 مباراة بجميع المسابقات أحرز خلالهم 70 هدفاً، بجانب 9 أسيست.
موناكو وخطوة للوراء
أداؤه المميز جذب إليه أعين علية القوم كرويًا، إلا أنه وبشكل مفاجئ فضل الانتقال لصفوف فريق الإمارة موناكو، في صفقة كلفت النادي الفرنسي 60 مليون يورو، ليكون أغلى لاعب في تاريخ الدوري الفرنسي حتى ذلك الوقت، وهي الخطوة التي وقع بها على نهاية مسيرته تدريجيًا.
خاض فالكاو موسمًا مع فريق الإمارة قبل أن يخرج معارًا لمانشستر يونايتد 2014، ثم تشيلسي 2015، وكان الفشل مصيره في كلا التجربتين.
ليعود من جديد إلى موناكو 2016 ليكون قائداً للفريق الذي توج معه بلقب الدوري الفرنسي عام 2017 ، وهو نفس العام الذي وصل فيه الفريق لمراحل متقدمة من دوري أبطال أوروبا.
خاض فالكاو بقميص فريق الإمارة الفرنسية 140 مباراة، سجل خلالهم 83 هدف و 14 اسيست.
وفي سبتمبر 2019 انتقل النمر الي جلتاساراي التركي في صفقة انتقال حر، خلال موسمين شارك في 43 مباراة سجل 20 هدف و 3 اسيست.
قبل أن يحط نمر كولومبيا العجوز الرحال في رايو فايكانو الإسباني في سبتمبر 2021 بصفقة انتقال حر و مازال مستمر مع الفريق حتى الآن في سن الـ37 عامًا.
أرقام فالكاو مع منتخب كولومبيا
خاض رادميل 105 مباراة بالقميص الأصفر، نصب فيهم نفسه على عرش الهداف التاريخي لمنتخب مزارعي القهو برصيد 36 هدفًا، بالإضافة لـ 4 تمريرات حاسمة.
تتويجات فالكاو في مسيرته الكروية
- ريفر بليت: الدوري الأرجنتيني.
- بورتو: بطولتين من الدوري البرتغالي، ومثلهما من الكأس والسوبر، بالإضافة للدوري الأوروبي.
- أتليتكو مدريد: كأس إسبانيا، بجانب بطواتي الدوري والسوبر الأوروبي.
- موناكو: الدوري الفرنسي.