«قصة وصورة»(4) اعتزال فيدرر.. كرة التنس تعود إلى الأرض بعد أن رفعها الكوكب روجر
تتكون المجموعة الشمسية من ثمانية كواكب، وهي الأربعة الصخرية عطارد والزهرة والأرض والمريخ، والكواكب الغازية العملاقة المشتري وزحل وأورانوس ونبتون، وذلك وفقًا لتعريفات الاتحاد الفلكي الدولي، أما عالم التنس والكرة الصفراء فكان له تعريفًا آخر: «لا يوجد في مجرتنا سوى كوكبًا واحدًا ولد يوم الـ 8 من أغسطس عام 1981 بمدينة بازل السويسرية واسمه روجر فيدرر».
روجر فيدرر يعرفه عشان ومتابعي التنس جيداً كيف لا وهو اللاعب الذي سيطر على عالم كرة المضرب بتصدره للمركز الأوّل في التصنيف العالمي في عام 2004 وحتى العام 2008، ومجدداً في كل من الأعوام 2009، 2010، 2012، كما أنه حاز على ثمانية عشر لقبًا في بطولات Grand Slam أي البطولات الأربع الكبرى لفردي الرجال، واضعاً بذلك رقماً قياسياً عالمياً جديداً، ومحطماً الرقم السابق والذي كان أربعة عشر لقباً.
وعلى الرغم من جمال قصة فيدرر وإثارة رحلته، لكن لكل بداية نهاية أعلن روجر اعتزاله يوم الـ 15 من سبتمبر عام 2022 في رسالة قال فيها: «رسالة جسدي لي مؤخرا كانت واضحة، لعبت أكثر من 1500 مباراة على مدار 24 عاما. والآن يتوجب علي أن أعرف الوقت المناسب لإعلان انتهاء مسيرتي التنافسية».
ويمتلك كوكب التنس تاريخًا حافلًا بالجوائز والألقاب، خاصة بطولة ويمبلدون التي توج بـ 8 ألقاب لها، إلى جانب فوزه بـ 6 نسخ من بطولة استراليا المفتوحة للتنس، و 5 ألقاب من بطولة أمريكا المفتوحة للتنس، ولقبًا وحيدًا لبطولة فرنسا المفتوحة للتنس، قبل أن يودع عالم الكرة الصفراء وعيونه تملئها دموع الذكريات، في مباراة اعتزال حضرها جميع نجوم التنس وعلى رأسهم غريمه التقليدي رفائيل نادال، وذلك في منافسات كأس ليفر بلندن على أرض رمادية اختلط فيها بياض الانتصارات بسواد الاعتزال.
طالع أيضاً: «قصة وصورة»(3).. عندما عاتب رويس ليفاندوسكي بنظرة مفادها «لماذا تركتني وحيدًا»
«قصة وصورة»(2).. غانا تودع «مونديال» القارة السمراء بأقدام قائدها والسبب سواريز
فيدرر ونادال
وأنهى كوكب التنس مسيرته بجانب غريمه الإسباني نادال الذي بات صديقه، وذلك بخوضهما مباراة الزوجي ضد الأمريكيين فرانسيس تيافو وجاك سوك وقد خسراها 6-4 و6-7 و9-11.
وعلى مدى 15 عاما، كتب فيدرر ونادال الصفحة الأكثر إثارة في تاريخ اللعبة، في مبارزة بين أسلوبين متناقضين تميز فيها الإسباني أخيرا بسبب تفوقه على الأراضي الترابية.
وفي المواجهات المباشرة، يتفوق ابن مايوركا 24-16 على السويسري، منذ بداية المبارزة الرائعة بينهما عام 2004.
وآنذاك، كان نادال بعمر السابعة عشرة فقط وصنع المفاجأة بتغلبه في ميامي على المصنف أولا عالميا حديثا الذي يكبره بخمس سنوات، وصولا إلى نصف نهائي ويمبلدون 2019 المتوج به فيدرر.
ذروة لقاءاتهما كانت في نهائي 2008 على العشب الإنجليزي. وكان نادال قد خسر النهائي السابق بخمس مجموعات، وقد نجح في إيقاف سلسلة من خمسة ألقاب متتالية لابن بازل، بمباراة ملحمية استمرت نحو خمس ساعات.
وتعد هذه المواجهة من بين الأشهر في تاريخ التنس، إلى جانب موقعة بورغ وماكنرو في المكان عينه عام 1980، وكانت هناك مباريات قمة أخرى، على غرار نهائي بطولة أستراليا المفتوحة 2009، عندما عجز فيدرر عن حبس دموعه بعد خسارته بخمس مجموعات، أو تلك التي أحرزها بعد ثماني سنوات محققا عودة رائعة بعدما خفت نجمه لنحو ست سنوات.
وداع بدموع مشتركة
ودخل فيدرر ومنافسه نادال في نوبة بكاء شديدة، بعد انتهاء المباراة؛ بسبب لحظة وداع روجر فيدرر، بعد قرار اعتزاله للعبة التنس.
وكانت لحظات بكاء نجمى التنس روجر فيدرر ورافائيل نادل بعد المباراة، حديث الساعة في ذلك الوقت، ربنا لأنه ليس بمألوفا على الناس أن يكون وداع شخص لغريمه التقليدي ومنافسه الأبرز بهذه الدموع الصادقة.
وقال نادال في وداع فيدرر،: «مع مغادرة روجر للجولة، جزء مهم من حياتي يخبرني أنه قد حان وقت الرحيل أيضًا، العلاقة الشخصية بيننا كانت تتحسن كل عام، إنه شيء جميل جدًا أن نتشارك كل الأشياء معًا ونقاتل سويًا كل هذا الوقت الطويل».
«كانت رحلتي مثالية وممتعة للغاية»
وبالدموع، قال فيدرر في الوداع: «سنتخطى هذا الأمر (حزن الوداع) بطريقة ما، كان يوما رائعا، قلت للشبان إنني سعيد ولست حزينا».
وتابع: «أنا سعيد جدًا، فقد كان اليوم رائعًا وكما تمنيته، حقًا هو شعور رائع أن أكون هنا مرة أخرى واستمتع بربط حذائي مرة أخرى».
وأضاف فيدرر:«كل كانت رحلتي مثالية وممتعة للغاية، شكرًا لكل المشجعين الذين يهتفون لي، وشكرًا للعب رفقة نادال وكل اللاعبين أساطير التنس».
وأتم: «أشكر زوجتي التي طالما شجعتني على استكمال مسيرتي حتى بعد إتمام 40 عامًا، وشكرًا لوالداي، وأخيرًا شكرا لكل من يشاهدني الان في مباراة».