مباريات لا تنسى.. «سونج وزيدان» مصر والكاميرون في نهائي أمم إفريقيا 2008

0

البداية كانت أمام الأسود غير المروضة والنهاية أيضًا كانت أمامهم، والجدير بالذكر أن في كلا الحدثين كان محمد زيدان هو من يتصدر المشهد، رقصته في الافتتاح كانت الأبرز، وصراعه مع سونج في الختام كان الأشهر، لذلك فإن مباراة منتخب مصر والكاميرون في نهائي أمم إفريقيا 2008 تستحق أن تندرج ضمن سلسلة مباريات لا تنسى.

ظن العديد أن المنتخب المصري الذي تُوج بلقب نسخة 2006، كان محظوظًا بسبب عاملي الأرض والجمهور.

- الإعلانات -

ليأتي الرد قويًا على الأراضي الغانية ويضرب المعلم حسن شحاتة مدرب الفراعنة ألسان الجميع، ويثبت قدرات أبناء النيل.

- الإعلانات -

زيدان المتألق في الافتتاح صاحب الرقصة الأجمل حينها، جاء بديلًا في النهائي ليكتُب السعادة على وجوه أبناء شعبه العظيم.

ليبكي المغرور صامويل إيتو ويتحسر على ضياع اللقب من يديه والذهاب لرفقاء أبو تريكة والحضري.

وتُعرف دائمًا مواجهات الفراعنة والأسود غير المروضة بالقوة والندية والإثارة حتى اللحظات الأخيرة من المباراة.

قبل انطلاق تلك المباراة كان يمتلك الفراعنة 5 ألقاب على المستوى القاري.

بينما الأسود كان في رصيدهم 4 ألقاب، أي أنها كانت مباراة حسم الريادة الإفريقية.

ولم ينس رفقاء إيتو ما حدث في تصفيات كأس العالم 2006، عندما أطاح الفراعنة بالأسود ليتأهل منتخب كوت ديفوار إلى المونديال الألماني.

طريق منتخب مصر إلى النهائي

في البداية وقع الفراعنة في المجموعة الثالثة الصعبة التي ضمت كل من: (الكاميرون – السودان – زامبيا).

ودخل رفقاء الحضري أمام الكاميرون بقوة وضربوهم برباعية مقابل هدفين، في مباراة شهدت ثنائية لمحمد زيدان ومثلها لحسني عبد ربه.

واحتفل زيزو حينها بخلع الحذاء والرقص به، بعدما دمر شباك الحارس الكاميروني المخضرم كاميني.

ثم تخطى الفراعنة الشقيق السوداني بثلاثية نظيفة، جاءت عن طريق حسني عبد ربه، وثنائية لمحمد أبو تريكة، الذي تعاطف مع غزة حينها في مشهد إنساني ولا أروع بعد هدفه الرائع في مرمى السودان.

بينما تعادل الفراعنة في المباراة الختامية أمام زامبيا بنتيجة 1-1، وأحرز هدف الفراعنة المهاجم عمرو ذكي.

ليتصدر الفراعنة جدول ترتيب المجموعة الثالثة برصيد 7 نقاط، ويأتي خلفهم الكاميرون برصيد 6 نقاط.

أما في ربع النهائي تخطى الفراعنة منتخب أنجولا العنيد بقيادة فلافيو وجلبيرتو نجوم الأهلي وقتها بهدفين مقابل هدف.

ليضرب الفراعنة موعدًا مع منتخب كوت ديفوار وصيف نسخة 2006، الذي جاء ليثأر من خسارته للقب متسلحًا بالنجم ديدييه دروجبا.

لكن فاجأ الفراعنة الأفيال بأداء قوي للغاية، ولقنوا رفقاء دروجبا درسًا لن ينسوه، وأنهوا اللقاء برباعية مقابل هدف وحيد.

ليلتقي الفراعنة والأسود من جديد لكن تلك المرة في المشهد الختامي، وكأن القدر يعطي رفقاء إيتو فرصة أخرى للثأر.

 

اقرأ أيضًا

مباريات لا تنسى.. «ريمونتادا بـ 9 لاعبين» ريال مدريد وفالنسيا في كأس السوبر الإسباني 2008

رغم إيقافه 7 أشهر.. يوفنتوس يجدد عقد نجمه حتى 2028

مباريات لا تنسى.. مباراة مصر والكاميرون

في العاشر من فبراير عام 2008 احتضن ملعب «أوهين ديجان» بمدينة أكرا الغانية مباراة مصر والكاميرون في نهائي أمم إفريقيا 2008 وسط حضور 50 ألف متفرجًا.

مباريات لا تنسى
مباريات لا تنسى

ودخل الفراعنة اللقاء تحت قيادة المدرب حسن شحاتة، والذي بدأ المباراة بالتشكيل التالي:

الحارس الأساسي: عصام الحضري.

خط الدفاع: أحمد فتحي – وائل جمعة – شادي محمد – هاني سعيد – سيد معوض.

بينما وسط الميدان يتكون من: حسني عبد ربه – أحمد حسن – محمد أبو تريكة.

المنطقة الهجومية: عمرو زكي – عماد متعب.

شارك في اللقاء كل من:  (محمد زيدان – إبراهيم سعيد – محمد شوقي) كبدلاء.

وعول المدرب الألماني أوتو فيستر على تشكيل، جاء على النحو التالي:

حراسة المرمى: كارلوس كاميني.

الدفاع: جيرمي – ريجوبيرت سونج – بيل تشاتو – أتوبا.

الوسط: أليكساندر سونج – ستيفاني مبيا – أكيلي إيمانا.

الهجوم: أليان نجونج – صامويل إيتو – جول إيبالي.

ودخل كبدلاء كل من: (محمد إدريسو – بينيا – موديس إمبامي).

أحداث المباراة

أطلق الحكم البنيني كوفي كودجا صافرة بداية اللقاء المرتقب بين عملاقي القارة السمراء.

كان الأسود أكثر تماسكًا من المباراة الأولى رغم محاولات الفراعنة، وإهدار متعب وتريكة للفرص ثم زكي وعبد ربه في الشوط الأول.

لينتهي الشوط الأول بشكل متكافيء مع أفضلية نسبية للفراعنة وتألق كبير للمخضرم كاميني حارس الأسود.

بينما في الشوط الثاني سيطر الفراعنة على اللقاء مع الحذر الدفاعي تحسبًا لخطورة صامويل إيتو.

وحرمت العارضة رأسية حسني عبد ربه من هز شباك الأسود الغير مروضة.

معركة سونج وزيدان

وعندما ظن الجميع أن اللقاء سيتجه إلى الأوقات الإضافية، وبدأ اليأس يتسرب لجماهير الفراعنة أرسل القائد أحمد حسن كرة طولية عشوائية من قبل نصف الملعب لتصل إلى سونج.

وهنا حدثت المفاجأة، وما لم يكن في الحسبان، وضغط زيدان على سونج وتمكن من قطع الكرة بطريقة إعجازية وسط ذهول الجميع رغم قصر قامته وضعف بنيانه مقارنة بقائد الأسود صاحب الخبرات الكبيرة.

لينجح في استخلاص الكرة من بين أقدام المدافع الأقوى في تاريخ الكاميرون ويمررها وهو ساقط على الأرض بعد معركته مع سونج.

أبو تريكة ريحلك على الأريكة

وبعد تمريرة زيدان اليمينية لم يظهر أحد في المشهد، فمنذ بداية معركة سونج وزيدان لم يتوقع أحد تفوق القصير.

لكن آمن أبو تريكة بقدرات زيزو، وانطلق إلى طريق المرمى ليستقبل تمريرة زيدان الرائعة ويسكنها في الزاوية الأصعب للحارس الكاميروني كاميني في الدقيقة الـ 77.

ليصرخ المعلق التونسي الشهير عصام الشوالي، ويقول: “سونج وزيدان.. سونج وزيدان.. ألعب له.. بوتريكة.. بوتريكة خلص.. جووول بوتريكة ريحلك على الأريكة”.

ليُهدي تريكة اللقب السادس في تاريخ الفراعنة، ويؤكد سيطرة أبناء النيل على القارة السمراء.

حسرة سونج وبكاء إيتو

وصرح سونج عقب المباراة: “أنها أسوء لقطة في مسيرتي، ولا أحب أن أراها أمامي مجددًا، لا أعلم ما حدث لي وقتها”.

وبكى المهاجم المخضرم صامويل إيتو، نجم برشلونة الإسباني، كأنه يقول في صمت، متى سنهزم هذا المنتخب العنيد؟.

فقبل المباراة صرح بأن الكاميرون هي بطلة إفريقيا، لكنه صُدم من الواقع الآليم، بعدما كرر الفراعنة التفوق على الأسود.

هيمنة مصرية

ونجح لاعبو الفراعنة في السيطرة علي الألقاب والجوائز الفردية في نسخة 2008.

حصد حسني عبد ربه جائزة أفضل لاعب في البطولة، بينما حصل عصام الحضري على جائزة أفضل حارس مرمى.

بينما تواجد خماسي مصري في تشكيل البطولة وهم: (عصام الحضري – وائل جمعة – حسني عبد ربه – محمد أبو تريكة – عمرو زكي).

وفاز صامويل إيتو بجائزة هداف البطولة برصيد 5 أهداف، وبفارق هدف وحيد عن كل من أبو تريكة وحسني عبد ربه وعمرو زكي.

-الإعلانات-

اترك تعليقا

قد يعجبك أيضًا