فابيو كوالياريلا.. قطار «رحالة» إيطاليا يصل مرحلته النهائية
«أجبرت على التوقف عن ممارسة كرة القدم، أنا لاعب حر، لكن لست في حالة جسدية مميزة للعودة إلى الملعب»، بتلك الكلمات أعلن فابيو كوالياريلا، لاعب نابولي السابق اعتزاله.
مسيرة مميزة لمهاجم مخضرم، اعتصرته الأزمات والإصابات، لكنه سطر أسمه بأحرف من نور في سجلات كرة القدم الإيطالية.
في عامه الـ 36، حقق لقب هداف الدوري الإيطالي، بقميص فريق سامبدوريا، في ظل وجود البرتغالي كريستيانو رونالدو، بفريق يوفنتوس.
مشواره في عالم كرة القدم، بدأ من فريق تورينو «تحت 19 عاما»، في 1999، وتدرج وصعد للفريق الأول، ومر بسلسلة لا بأس بها من الإعارات.
أعير لـ فيورنتينا من تورينو وإلى شيتي من تورينو، من ثم انتقل بصفة البيع النهائي أودينيزي ومنه إلى أسكولي على سبيل الإعارة.
أبرمت إدارة سامبدوريا صفقة شراء نهائية من فريق أودينيزي، ولعب كوالياريلا مع الفريق لأول مرة في موسم 2006-2007.
لكنه رحل مجددا إلى أودينيزي ومنه لـ نابولي ومنه إلى يوفنتوس على سبيل الإعارة ومن ثم بصفة البيع النهائي.
وعاد من السيدة العجوز لـ تورينو، ومنه عاد مجددا لسامبدوريا، في أخر محطة له، بمسيرته الاحترافية.
حلم الطفولة يصطدم بالأزمات
بنهاية يناير عام 1983، ولد فابيو كوالياريلا، بـ كاستيلاماري دي ستابيا، أحد مدن مقاطعة نابولي الإيطالية، المدينة التي لا يعرف أهلها سوى أمران، أولهما حب فريق المدينة بجنون والأخر كره يوفنتوس.
نشأ كوالياريلا وبداخله حلم الدفاع عن ألوان نابولي في الملاعب، يقول عن ذلك الحلم في وقت سابق: «اللعب بفريق نابولي كل ما أردته، الدخول كلاعب بديل وأسجل هدفا يساهم في حسم اللقاء لصالحنا، هدفا لا يمكن لشخص تسجيله سوى دييجو مارادونا, من ثم احتفل مع الجماهير بجنون».
عام 2009، تحقق حلم طفل المدينة، انتقل من أودينيزي لـ فريق مسقط رأسه، دب الأمل والحماس في شريان قلبه، معتقدا أن كل ما سيأتي أفضل مما هو عليه بالفعل.
على الرغم من التفاؤل الكبير بمسيرته داخل نابولي، إلا أن تذبذب المستوى ظهر جليا عليه في أولى فتراته، لكن الجمهور لم تغفل أبدا عن مساندته، كونه من بينهم بالفعل.
رسائل مجهولة
السبب الأساسي في تذبذب مستوى اللاعب، هي مشكلة تعرض بعد أيام قليلة من توقيعه على عقد الانضمام لـ نابولي.
رسائل على بريده الإلكتروني الشخصي، مماثلة للتي تلقاها صديقه القديم «دي ريسو»، صاحب متجر لصيانة الهواتف المحمولة.
عرض دي ريسو على بطل نابولي أن يقص الأمر على شرطي في المدينة يدعي «رافايلي بيكولو»، متخصص في الجرائم الإلكترونية.
تعهد الشرطي بحل الأمر برمته، حدث بالفعل أن الرسائل توقفت عن الإرسال لفابيو ودي ريسو، لكن ما خفي كان أعظم.
تطور الأمر إلى حد التهديد بالقتل لفابيو وعائلته، تهديد بإدراج اسم اللاعب بقوائم المافيا الإيطالية، وغيرها من الأمور التي نجحت في التشويش على ذهن وجاهزية اللاعب، داخل المستطيل.
لم يجد كوالياريلا مهربا سوى الرحيل عن فريق أحلامه، لكنه خطوته القادمة وضعته في مرمى النيران، انتقل لفريق يوفنتوس، عدو نابولي اللدود.
اعتذار وتكريم
اعتبرت الجماهير العاشقة لنابولي، انتقال فابيو لفريق يوفنتوس، «خيانة عظمى»، كيف له أن يرتك فريق مدينتته ويلهث وراء الأموال؟ كيف له أن يسنى هتاف الجماهير باسمه، بل حتى الأنشودة الخاصة به، مثلما فعلت الجماهير نفسها من قبل مع مارادونا.
لم تكن الجماهير على علم بما يمر به اللاعب في تلك الفترة، فترة وصفها اللاعب نفسه فيما بعد بالجحيم.
في نهاية الأمر عرف والد فابيو أن الشرطي ذاته «رافايلي بيكولو» هو المدبر الوحيد لعمليات التهديد التي لاحقت نجله، وقدم للمحاكمة وحكم عليه بالسجن.
في 2017، عندما أزاح فابيو كوالياريلا ستار الغموض عن أزمته المريرة، دعمته جماهير نابولي بطريقة مميزة، حيث رفعت لافتة كتب عليها: « «ارفع رأسك يا فابيو، لقد خضت معركتك بكرامة، مرحبا بك دائمًا في الجنوب».