كشف تييري هنري أسطورة كرة القدم الفرنسية والمدرب الحالي لمنتخب الديوك تحت 21 عامًا، تفاصيل معاناته مع مرض الاكتئاب خلال مسيرته الكروية، وأبرز الاوقات التي شعر فيها بحدة هذا المرض.
وتحدث تييري هنري، الفائز بمونديال 1998، خلال مقابلة باللغة الإنجليزية في حلقة خاصة من بودكاست «يوميات الرئيس التنفيذي» قائلا: «لقد كذبت لفترة طويلة جدًا لأن المجتمع لم يكن مستعدًا لسماع ما يجب أن أقوله».
وأوضح أن شعوره بالاكتئاب يرتبط بمرحلة طفولته، وأنه عانى منه مجددًا عندما كان يدرّب في كندا خلال فترة جائحة «فيروس كورونا».
وأكد أفضل هداف في تاريخ أرسنال الإنجليزي أن مرض الاكتئاب رافقه طوال السنوات التي تألق خلالها داخل المستطيل الأخضر، من دون أن يشعر أحد بذلك.
وتابع قائلا: «طوال مسيرتي، ومنذ ولادتي، لا بد أنني كنت مكتئباً»، وتساءل «هل كنت أعرف ذلك؟ لا. هل فعلت أي شيء للتعافي؟ لا. لكنني تكيّفت مع طريقة معينة للحياة».
وأضاف موجها حديثه لمتابعيه: «في الحياة، عليك أن تضع قدماً إلى الأمام ثم أخرى، وتسير، هذا ما قيل لي منذ أن كنت صغيراً. لم أتوقف عن السير أبداً»، باستثناء فترة فيروس «كورونا»، عندها «لم أعد قادراً على ذلك. حينها تبدأ في إدراك هذا الواقع».
واعلن نجم أرسنال السابق اعتزاله كرة القدم عام 2014، بعد مشوار حافل مع اندية يوفنتوس وارسنال وبرشلونة وموناكو ونيويورك حقق خلاله 17 بطولة متنوعة، فضلا عن قيادته منتخب فرنسا لتحقيق بطولة كأس العالم 1998 وكأس الامم الاوربية 2000.
وتحدث هنري عن فترة اقامته في كندا وحيدا خلال تدريبه نادي مونتريال امباكت، بعيداً عن أبنائه الذين لم يغادروا القارة الأوروبية «لمدة عام»، في ذروة جائحة كورونا، حيث قال :«كنت أبكي كل يوم تقريباً من دون سبب وتنهمر دموعي من تلقاء نفسها. لماذا؟ لا أعرف، لكن ربما منعتها لفترة طويلة جداً».
وأضاف «من الناحية الفنية لم أكن أنا، ربما كان الشاب الأصغر سناً في داخلي. يبكي على كل شيء لم يحصل عليه».
وكشف صاحب الـ46 عاما أسباب تعرضه للاكتئاب قائلا: «عندما كنت صغيراً، كان الناس يقولون لي دائماً: أنت لم تقم بعمل جيد. ومن الواضح أنه عندما تسمع ذلك في كثير من الأحيان أكثر من أي شيء آخر، فإن هذا هو ما سيظل عالقاً في ذهنك».
وأوضح هنري دور والده السلبي في إصابته بالاكتئاب بعد تسجيله سداسية الفوز في إحدى المباريات عندما كان مراهقاً، وأنه يتذكر كيف أن والده لم يكن راضياً عن إنجازه، حيث انتقده قائلاً «لقد فاتك ترويض الكرة، لقد فوّت على نفسك تلك التمريرة العرضية».
مؤكدا على أن مثل هذه الانتقادات قد تكون «ساعدته كرياضي ولاعب كرة إلى حد ما،لكنها لم تساعد الإنسان داخله كثيراً».