“الفهلوة والاستسهال والمكسب السريع” كيف تغيرت خريطة التدريب في مصر؟ خبراء كرة القدم يجيبون لـ”ملاعب” (تحقيق)

0

-طه إسماعيل: نهاية حقبة المدرب المصري.. والأستديوهات التحليلية بديل أسهل وأوفر مالاً

-حمادة صدقي: الزمالك النادي الوحيد الذي أعطى فرصة للمدربين الشباب.. وهناك محللين يتم تعيينهم بالواسطة.

- الإعلانات -

-فتحي مبروك: المقابل المادي سبب توجه اللاعبين لمجال التحليل

- الإعلانات -

-فتحي سند: “المدرب المصري واخدها بالفهلوة والجدعنة مش بالدراسة”.

-رمضان السيد: الاستسهال وراء بحث نجوم الكرة عن التحليل وليس التدريب.

على مدار السنوات العشرة الأخيرة انتشرت ظاهرة تعاقد أندية الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا مع مدربين شباب، أغلبهم من نجوم كرة القدم المعتزلين من جيل التسعينات، وبداية الألفية.

ووجدت تحركات هذه الأندية قبولًا من اللاعبين والجماهير بعد النجاحات التي حققها المدربين الشباب، مع الفرق التي تولوا تدريبها، على رأسهم الفرنسي زين الدين زيدان، الذى تولي القيادة الفنية لريال مدريد الإسباني عام 2016، على الرغم من عدم امتلاكه الخبرات التدريبية الكافية لتولي ذلك لمنصب، باستثناء فترة كمدرب مساعد مع كارلو أنشيلوتي عندما كان مديرًا فنيًا للملكي في ولايته الأولى التي بدأت في 2013 إلى 2016، إلا انه نجح في تسطير اسمه بأحرف من نور في تاريخ أبيض العاصمة مدريد، بعد تتويجه بالعديد من البطولات، يأتي على رأسها ثلاثية دوري أبطال أوروبا 2016، 2017 و2018.

كما يعد تشافي هيرنانديدز من المدربين الشباب الذين الذين حققوا نجاحات بعد اعتزالهم، حيث عانق المجد كمدرب مع معشوقه الأبدي فريق برشلونة بتتويجه منذ أيام بلقب الليجا الإسبانية بعد غياب دام 3 سنوات.

وبالانتقال للأراضي الإنجليزية نجد الإسباني ميكيل أرتيتا، المدير الفني لأرسنال، الذي كان قاب قوسين أو أدني من استعادة أمجاد “الجانرز” السابقة بتحقيق لقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم للمرة الأولي منذ 2004.

بالإضافة للعديد من الحالات الأخرى من النجوم الذين فضلوا الاتجاه لمجال التدريب مباشرة بعد تعليق حذائهم واعتزال كرة القدم، مثل ستيفين جيرارد أسطورة ليفربول الذي تولي القيادة الفنية لفريق رينجيرز ونجح في انتشاله من الهاوية لقمة المجد في الدوري الإسكتلندي، ثم تجربة لم تكلل بالنجاح الكافي مع أستون فيلا.

وفرانك لامبارد الذي كان قريبًا بالعودة بالعريق ديربي كاونتي الناشط في “التشامبيون شيب” إلى دوري الأضواء والشهرة، ثم تولي القيادة الفنية للبلوز تشيلسي في ولايتين مع تدريب فريق مدينة ليفربول الأزرق نادي إيفرتون.

وكذلك جينارو جاتوزو الذي تولى تدريب فريق طفولته ميلان الإيطالي، ثم نابولي وأخيرًا تجربة قصيرة مع فالنسيا الإسباني.

وأيضًا الأرجنتيني مارسيلو جياردو الذي تمكن قيادة “المليوناريوس” ريفير بليت لتحقيق كوبا لبيرتادوريس في مناسبتين.

ولا يجب ذكر تجارب المدربين الشباب دون التطرق للتجربة الأنجح على الإطلاق وهي قيادة ليونيل سكالوني المنتخب الأرجنتيني للتتويج بكأس العالم 2022 بقطر بالإضافة لكوبا أميركا 2019، بعد غياب دام سنوات.

لكن في كرة القدم المصرية الوضع أصبح على النقيض تمامًا، فبعد أن كانت سنوات القرن الماضي شاهدًة على وجود مدربين مصريين كبار اتجهوا إلى عالم التدريب مباشرة بعد اعتزالهم كرة القدم، مثل “جنرال” الكرة المصرية محمود الجوهري الذي كان له الفضل في تصدير كرة القدم لعموم قارة أفريقيا، والذي تولى تدريب ناديي الأهلي والزمالك، كما أنه المدرب المصري الوحيد الذي نجح في قيادة الفراعنة لكاس العالم 1990 بإيطاليا.

ولا يمكن أن نغفل عن ما قام به حسن شحاتة، أسطورة تدريب الفراعنة، الذي نجح في التتويج بـ 3 كؤوس أفريقية على التوالي، كما توج مع المقاولون العرب ببطولة كأس مصر على حساب الأهلي والسوبر المصري على حساب الزمالك.

بالإضافة لطه بصري الملقب بـ “إيزيبيو الكرة المصرية” الذي تولى تدريب منتخب مصر للناشئين بعد اعتزاله ونجح في قيادتهم لكأس العالم 1987 في كندا، وتولى تدريب أندية الإسماعيلي والزمالك والاتحاد السكندري والمصري البورسعيدي.

وكانت أفضل فتراته مع إنبي حيث توج معه بلقب كأس مصر موسم 2004/2005، كما قاده للوصول إلى نهائي دوري أبطال العرب قبل أن يخسر أمام الرجاء المغربي، وحصل على لقب أفضل مدير فني عام 2003.

ناهيك عن طلعت يوسف وحلمي طولان ومختار مختار والعديد من الأسماء اللامعة في عالم التدريب.

لكن منذ مطلع القرن الحالي أصبح التوجه العام للاعبين المنتهية مسيرتهم نحو تولي المناصب الإدارية في الأندية أو الاتحادات، أو التوجه لتحليل المباريات في القنوات الفضائية.

خلال الأسطر التالية، يسلط “ملاعب” الضوء على وجهات نظر بعض المحللين والنقاد الرياضيين، حول ظاهرة اتجاه اللاعبين المعزلين لمجال العمل الإداري والتحليل بدلا من التوجه لتدريب الأندية أو المنتخبات.

طه إسماعيل: نهاية حقبة المدرب المصري.. والاستديوهات التحليلية بديل أسهل وأوفر مالاً

في البداية قال طه إسماعيل: “مهنة التدريب عبارة عن مشوار طويل وليست بالمهنة السهلة، فاللاعب الذي يرغب في أن يصبح مدربًا عليه الحصول على دورات تدريبية، والعمل في قطاعات الناشئين لاكتساب الخبرات لقيادة فرق الدرجة الأولى”.

وأضاف: “لكن واقع الحال هو أن الجميع يريدون الحصول على فرصة لتدريب أندية الدوري الممتاز، لأنهم يبحثون عن المال، على الرغم من عدم امتلاكهم القدر الكافي من الخبرات.

وتساءل طه: “لو كانوا لا يرغبون في العمل بالتدريب، لماذا لا يتجهون إلى مجال التحكيم؟، لأن ذلك المجال لا يعطي الكثير من الأموال”

وتابع طه: “الدافع الذي يحرك الجميع هو البحث عن الأموال لذلك يتجه الجميع لتحليل المباريات في القنوات الفضائية”.

وعن ما كان ذلك سببًا في انعدام الطلب على المدرب المصري في الدوريات العربية والخليجية أجاب: “حقبة المدرب المصري في الدوريات الخليجية انتهت، وذلك بسبب امتلاك الأندية الأموال الكافية للتعاقد مع مدربي أجانب”.

وحول عدم نجاح لبعض المدربين الشباب في الفترة الأخيرة أوضح طه:

“نجاح المدرب لا يتوقف على خبراته فقط، لكن تتداخل عدة عوامل في ذلك الموضوع مثل أنه يجب توافر عدد من اللاعبين المميزين في الفريق، بالإضافة للاستقرار المادي والإداري، لذلك هناك بعض الأندية في الدوري الممتاز يتعاقب عليها المدربين خلال 3 أشهر مثل سيراميكا وسموحة والإسماعيلي، يحاسب فيها المدرب بالقطعة، أي في حالة غياب الفوز في 3 مباريات تتم إقالته، لذلك نحن نمتلك وضع معقد هنا في مصر”.

واختتم طه: “اللاعب الذي يعتزل يبحث عن مصدر رزق جديد لذلك يبحث عن العمل السهل مثل تحليل المباريات في حاله رافقه التوفيق في ذلك”.

حمادة صدقي: الزمالك النادي الوحيد الذي أعطى فرصة للمدربين الشباب.. وهناك محللين يتم تعيينهم بالواسطة.

فيما قال حمادة صدقي: “من المفترض ان من يتجه لمجال تحليل المباريات أن يكون لديه خبرات وتراكمات من خبرات سابقة في مجال التدريب، حتي يستطيع تحليل موقف صحيح، لذلك لا يجوز أن يأتي لاعب معتزل حديثًا للعمل كمحلل بدون الحصول على دراسات أو خبرات، لأنه لن يكون لديه قراءه للمشهد بشكل صحيح.

وأضاف صدقي: “أن هناك المحللين الشباب في القنوات الفضائية تم تعيينهم بسبب الواسطة، ووجودهم ليس في محله.

وتابع صدقي: “دخول اللاعبين المعتزلين لمجال التحليل جاء نتيجة الاستسهال بسبب عدم وجود ضغط، وفي ظل عدم امتلاكهم الخبرات لن يحصل المشاهد على ما ينتظره، لذلك المحلل يجب أن يكون قد عمل في مهنة التدريب أو حصل على دراسات كافية، حتى تكون لدية قراءة جيدة للمعلب وتناول جميع التفاصيل”.

وأكمل: “إدارات الأندية في مصر كانت سببًا رئيسيًا في عدم إعطاء المدربين الشباب فرصة باستثناء نادي الزمالك، لأن الزمالك هو النادي الوحيد في مصر الذي أعطى الفرصة لمدربين شباب من قبل مثل ميدو ومؤمن سليمان وغيرهم، لكن إدارات اتحاد الكرة المتعاقبة بالإضافة للأندية لديها تخوف أو تفضل عدم المجازفة بتعيين مدربين شباب، أو إقالة المدرب مع أول تعثر، مما يؤثر على صورة المدرب الشاب بشكل عام”.

وبسؤاله عن سبب عدم نجاح تجارب المدربين الشباب مع أندية الدوري الممتاز مؤخرًا قال: “ليس فرضًا أن ينجح المدرب الشاب في أول تجاربه، النجاحات هي جزء من منظومة كبيرة مثل الإدارة والإمكانيات المادية التي تسمح بتحقيق الإنجازات”.

وفيما يتعلق بوجود بعض المدربين الذين يجمعون بين مهنة التدريب ومن أخرى قال:

“مع الاحترام للجميع لكن المدرب يجب أن يكون متفرغ للمهنة، لا يجوز أن أكون مدير فني ومحلل في القنوات الفضائية، أو لدي برنامج يومي، المدرب هو مدرب فقط، مثل بعض أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة يعملون في منصبهم بالإضافة لمجال التحليل أو تقديم البرامج على القنوات الفضائية، هذه كارثة ضمن الكوارث الإدارية في الرياضة المصرية”.

فتحي مبروك: المقابل المادي سبب توجه اللاعبين لمجال التحليل

بينما قال فتحي مبروك:”كل شخص يتبع موهبته، فقد تجد لاعب معتزل يمتلك موهبة التحليل، وأخر يمتلك فن العمل الإداري، وهذا يعود لشخصية اللاعب”.

وأضاف: “في الوقت الحالي التوجه العام من القنوات الفضائية هو التعاقد مع محلل وذلك يكون مقابل مادي جيد، لذلك يفضل اللاعبين الانضمام للقنوات الفضائية عن التوجه للعمل الفني في الأندية”.

وحول ما إذا كان ذلك سببً في ضعف الإقبال على المدرب المصري في الدوريات العربية والخليجية أجاب:

“في السنوات السابقة كان المدرب المصري ذو شأن وكيان، وكانت جميع الدول الخليجية العربية تتهافت على مدرسة التدريب المصري، بسبب اللغة والخبرات، لكن حاليًا المنظومة اختلفت”.

وتابع: “نجاح المدرب يتوقف على قوة الفريق الذي يتولى إدارته الفنية وإمكانياته الفنية أيضًا، قد تجد مدير فني مجتهد لكن ضعف الإمكانات المقدمة لديه قد تسبب بشكل كبير في فشل التجربة”.

رمضان السيد: الاستسهال وراء بحث نجوم الكرة عن التحليل وليس التدريب.

أبدى رمضان السيد رأيه حول تلك القضية قائلاً: “الغالبية العظمى من الأجيال السابقة امتهنت مهنة التدريب بعد اعتزالهم مباشرةً، لكن اختلف الوضع مع الأجيال التي اعتزلت منذ مطلع الألفية، اتجه الكثير منهم في مجال التحليل بسبب الاستسهال وعدم امتلاكه للقدرات التي تؤهلهم ليصبحوا مدربين”.

وحول جمع العديد من المدربين في الوقت الحالي بين التدريب ومهنة أخرى تابع رمضان:

“لا يجوز الجمع بين التدريب ومهنة أخرى، المدرب يجب أن يركز في عمله فقط حتى يستطيع إعطاء كل ما يملك”.

وفيما يتعلق باحتكار نجوم كرة القدم السابقين لمهنة التدريب في مصر، في حين أن العديد من المدربين الناجحين في أوروبا لك يمارسوا كرة القدم من قبل أجاب:

“الأمثلة ليست كثيرة لكن، يجب من يريد امتهان مهنة التدريب عليه الحصول على الدراسات وإطلاع على أحدث التكتيكات في عالم التدريب، لكن نسبة النجاح ليست بالكبيرة في النهاية”.

فتحي سند: “المدرب المصري واخدها بالفهلوة والجدعنة مش بالدراسة”.

ومن جانبه قال الناقد الرياضي فتحي سند أن سبب دخول اللاعبين المعتزلين مؤخرًا مجال التحليل في القنوات الفضائية هو مادي بحت، حتى العمل الإداري مليء بالمكاسب المادية.

وأضاف: “أن من يريد أن يمتهن التدريب يجب عليه تحدي الصعاب والنحت في الصخر وصناعة اسم لنفسه، لكن من يتجه للتحليل يفضل الخطوة الأسهل و الأكثر ربحًا، وهناك الكثير من من دخلوا مجال التحليل بالواسطة”.

وتساءل سند “لماذا لا يتجهون للعمل كحكام؟، ذلك بسبب ضعف المقابل المادي وكذلك التأخير المستمر في مستحقات الحكام، في الوقت الذي كان كبار النجوم يعملون كحكام  في القرن الماضي”.

وتابع: “انعدام الطلب على المدرب المصري في الدوريات العربية والخليجية سببه الرئيسي هو عدم تطوير المدرب لقدراته ومواكبة تكتيكات العصر الحديث”.

وأكمل: “المدرب المصري واخدها بالفهلوة والجدعنة مش بالدراسة”.

وأستطرد: “سوء اختيار المدربين أصبح مثل سوء اختيار اللاعبين، الدوري المصري بات مرتعًا للاعبين الافارقة من موزمبيق وكوديفوار وموريتانيا”.

وزاد: “سبب فشل القلائل من مَن دخل من اللاعبين المعتزلين مؤخرًا لعالم التدريب، هو بدايته الخاطئة، سواء على المستوى المادي أو النفسي أو على مستوى الخبرات”.

وأضاف: “الكثير من المدربين المصريين حصلوا على رخصة التدريب “سي” من دورات اتحاد الكرة من مدة قريبة، بسبب جلوسهم بالمدرجات في البطولات الأفريقية، فكيف تتعاقد الدول الأخرى مع مدرب لا يمتلك رخصة تدريب؟”.

واختتم: أن معين الشعباني جاء من تونس، وموسيماني قدم من جنوب أفريقيا، وغيرهم غزوا السوق المصري بسبب الإمكانيات المادية والبشرية الجيدة”.

-الإعلانات-

اترك تعليقا

قد يعجبك أيضًا