مباريات لا تنسى.. «ريمونتادا تاريخية» ليفربول وميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا 2005
وصفت بأنها أحد أفضل مباريات في تاريخ نهائي دوري أبطال أوروبا لأنها تندرج ضمن سلسلة مباريات لا تنسى نظرًا لما شهدته من إثارة وتشويق من قبل فريقي ليفربول الإنجليزي وميلان الإيطالي، لذلك فإنها تستحق أن نعود بالذاكرة 18 عامًا.
أحب جميع عشاق الساحرة المستديرة تلك المباراة وليس جماهير الريدز والروسينيري فقط، بسبب الريمونتادا التاريخية التي حدثت خلال نهائي تشامبيونزليج 2005.
تشهد دائمًا مباريات الإنجليز والطليان الإثارة والتشويق نظرًا لقوة الإنجليز البدنية وما يعرف عن الطليان من الحصون الدفاعية المنيعة.
قبل انطلاق المباراة كان يمتلك الروسينيري 6 ألقاب من بطولة «ذات الأذنين».
بينما كان قد سبق وتُوج الريدز من قبل بـ 4 ألقاب بعد فترة الثمانينات التاريخية للنادي الإنجليزي.
وكان العملاق الإيطالي قد تُوج بلقب مسابقة تشامبيونزليج قبل عامين عندما فاز على مواطنه يوفنتوس في نهائي 2003.
بينما كان الحُمر غائبين عن المشهد الختامي منذ نسخة عام 1985.
طريق ليفربول إلى النهائي
لم يكن طريق الريدز مفروشًا بالورود، فبدأ من الدور التمهيدي (الملحق) وفاز على غرازر النمساوي بنتيجة 2-1 في مجموع المباراتين.
لينتقل لدور المجموعات رفقة كل من: (موناكو الفرنسي – أولمبياكوس اليوناني – ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني).
وبدأ الريدز دور المجموعات بفوز على ضيفه موناكو بثنائية نظيفة، بينما خسر أمام أولمبياكوس بهدف نظيف في اليونان.
ثم تعادل على ملعب “أنفيلد” بدون أهداف أمام ديبورتيفو، لكنه تمكن من الانتصار في إسبانيا بهدف دون رد.
وتعادل مع موناكو في فرنسا بهدف لكل فريق، بينما ثأر من أولمبياكوس في إنجلترا بثلاثية مقابل هدف.
ليحل وصيفًا بالمجموعة الأولى برصيد 10 نقاط خلف موناكو المتصدر.
ليواجه باير ليفركوزن في الدور الـ 16 ويكتسحه بسداسية مقابل هدفين في مجموع المباراتين.
ليضرب موعدًا مع يوفنتوس في ربع النهائي، ويفوز في الذهاب بنتيجة 2-1، ويحسم عبوره في الإياب بالتعادل السلبي.
وبصعوبة أقصى مواطنه تشيلسي في نصف النهائي بهدف دون رد في مجموع المباراتين.
طريق ميلان إلى النهائي
تعثر الميلان في البداية أمام شاختار الأوكراني بهدف نظيف، لكنه عاد سريعًا لسكة الانتصارات عبر ثلاثية في شباك سيلتيك الإسكتلندي.
وظفر بـ 3 نقاط ثمينة بعد فوزه على برشلونة الإسباني بهدف نظيف، ثم خسر إيابًا في كتالونيا بهدفين مقابل هدف.
وسحق شاختار على ملعب “سان سيرو” برباعية نظيفة، واختتم دور المجموعات بتعادل سلبي أمام سيليتك.
ليتصدر جدول ترتيب المجموعة السادسة برصيد 13 نقطة.
وأطاح الروسينيري فريق مانشستر يونايتد في الدور ثمن النهائي بهدفين دون رد في مجموع المباراتين.
ليصطدم بغريمه الأزلي إنتر ميلان في الدور الـ 8، واكتسح الروسينيري نظيره النيراتزوري بخماسية نظيفة في مجموع المباراتين.
وبسبب أفضلية الهدف خارج ملعبك في حالة التعادل أقصى الميلان نظيره بي إس في أيندهوفن الهولندي من المربع الذهبي بعد التعادل 3-3.
?#UCL pic.twitter.com/wmpR0QqvOk
— UEFA Champions League (@ChampionsLeague) September 1, 2023
اقرأ أيضًا
مباريات لا تنسى.. «باجيو مات واقفًا» البرازيل وإيطاليا في مونديال 1994
بعد مباراة اليوم.. ملامح تشكيل الأهلي في الموسم الجديد
مباريات لا تنسى.. مباراة ليفربول وميلان
في يوم 25 مايو عام 2005 احتضن ملعب «أتاتورك» بمدينة إسطنبول بتركيا مباراة ليفربول وميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا وسط حضور 69 ألف متفرجًا.
ودخل الريدز اللقاء تحت قيادة المدرب الإسباني رافاييل بينيتيز، والذي بدأ المباراة بالتشكيل التالي:
حراسة المرمى: جيرزي دوديك.
الدفاع: ستيف فينان – سامي هيبيا – جيمي كاراجر – دجيمي تراوري.
الوسط: تشابي ألونسو – جون أرين ريزه – لويس جارسيا – ستيفن جيرارد.
الهجوم: هاري كيويل – ميلان باروش.
وعول المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي على تشكيل، جاء على النحو التالي:
حراسة المرمى: ديدا.
الدفاع: كافو – نيستا – ياب ستام – باولو مالديني.
الوسط: أندريا بيرلو – جاتوزو – كلارنس سيدورف – ريكاردو كاكا.
الهجوم: شيفتشينكو – هيرنان كريسبو.
أحداث المباراة
اطلق الحكم الإسباني مانويل ميخوتو جونزاليس صافرة بداية اللقاء المرتقب بين العملاق الإنجليزي ونظيره الإيطالي.
بدأ الروسينيري اللقاء بقوة وتمكن قائده باولو مالديني من تسجيل أسرع هدف في تاريخ نهائيات دوري أبطال أوروبا بعد 50 ثانية فقط عقب عرضية متقنة من أندريا بيرلو.
وصرخ قائد الريدز، ستيفن جيرارد بلاعبيه، “لم يحدث شيء، هيا يا رجال”
ولأن المصائب لا تأتي فرادى تعرض هاري كيويل لاعب الريدز للإصابة في الدقيقة 23 وتم استبداله ودخل مكانه فلاديمير سميتشير.
واستمر الروسونيري في هيمنته على مجريات الشوط الأول، وتمكن المهاجم الأرجنتيني هيرنان كريسبو من تعزيز النتيجة لفريقه في الدقيقة الـ 39.
قبل أن يعود كريسبو في الدقيقة الـ 44 ويُضيف الهدف الثالث للروسينيري قبل نهاية الشوط الأول.
خرج لاعبو الميلان بعد نهاية الشوط الأول وهم في سعادة غامرة، لم يصدقوا ما حدث، إنها ثلاثية نظيفة في شوط واحد.
ظنوا مثل الجميع أن الأمر قد حُسم ولم يعلموا ما الذي ينتظرهم في شوط المباراة الثاني.
خطاب جيرارد واحباط كاراجر
سيطر الإحباط على لاعبي الريدز، وقال المدافع جيمي كاراغر لزملائه في غرف تبديل الملابس “لنتماسك ونخسر بخماسية نظيفة”.
وقف جيرارد مخاطبًا زملاءه وروى كيف نشأ طفلًا في أروقة هذا النادي، واختاره عن حب وشغف وانتماء، ولم يفكر يومًا أنه قد يرى الريدز في وضع مذل كما هو حال الشوط الأول.
تحدث جيرارد بطاقة مخيفة، وزرع الحماسة في نفوس زملائه، وأكد لهم أنهم في حال استطاعوا تسجيل 3 أهداف في غضون 15 دقيقة فسيفوزون بالمباراة.
مخاطرة بينيتيز وشعار “لن تسير وحدك أبدًا”
خاطر المدرب الإسباني وفام بإقحام لاعب الوسط ديتمار هامان بدلاً من المدافع ستيف فينان.
وغير طريقة اللعب من اجل إيقاف البرازيلي كاكا إذ أصبح يلعب بثلاثة مدافعين ليُحرر جيرارد في الأدوار الهجومية في الملعب.
دخل لاعبو الفريقين على أنغام غناء جماهير الريدز “لن تسير وحدك أبدًا”.
معجزة الـ 6 دقائق في إسطنبول وريمونتادا تاريخية للريدز
البداية كانت في الدقيقة الـ 54 عندما أحرز ستيفين جيرارد الهدف الأول للريدز ليتصدر المشهد من جديد.
وما هي إلا دقيقتين حتى قدم البديل هامان الكرة للتشيكي فلاديمير سميتشر الذي سددها من خارج المنطقة في الشباك.
لينقلب ستاد أتاتورك وتتغير أجواء إسطنبول بسبب نشيد ليفربول الذي كان له مفعول السحر على اللاعبين.
وفي الدقيقة 60 بدأت خطوط الميلان بالتفكك أمام ثورة الريدز واحتسب حكم اللقاء ركلة جزاء للإنجليز.
وتمكن العملاق البرازيلي ديدا من التصدي لها لكن تابع تشابي ألونسو الكرة في الشباك ليعلن تسجيل هدف التعادل.
تسرب الشك في نفوس لاعبي الميلان، فقد حققوا معجزة لم يكن يتوقعها أكثر المتفائلين من الجماهير الإنجليزية.
وحافظ الريدز على النتيجة حتى في الأشواط الإضافية ليذهبا لركلات الترجيح.
ركلات الجزاء
“السباجيتي” سبب فوز الريدز
طلب كاراجر من الحارس البولندي دوديك أن يقوم بحركة “السباجيتي”، وهي تحريك قدميه ويديه بسرعة قبل تسديد لاعبي الميلان للكرة لتشتيت تركيزهم.
قام دوديك بما طلبه كاراغر، وبدأت ركلات الترجيح، فأضاع البرازيلي سيرجينيو الركلة الأولى للميلان.
قبل أن يسجل هامان للريدز، وأضاع أندريا بيرلو مجددًا للروسينيري، بينما سجل دجبريل سيسيه لليفربول.
وسجل توماسون أول ركلات الميلان، بينما أضاع ريزه أولى ركلات الريدز، أحرز كاكا للميلان وتقدم جارسيا لليفربول بنتيجة 3-2.
قبل أن يتصدى دوديك بقدمه لركلة شيفشينكو الأخيرة الذي سددا في منتصف المرمى، ويظفر الريدز باللقب الأغلى.
ويؤكد الريدز زعامته للكرة الإنجليزية أوروبيًا برصيد 5 ألقاب متفوقًا على مانشستر يونايتد صاحب اللقبين وقتها.
ليحصد ليفربول أول ألقاب الإنجليز منذ تتويج اليونايتد في عام 1999 بعد الفوز على بايرن ميونخ في مدينة برشلونة.
جيرارد الأفضل
حصل ستيفن قائد فريق ليفربول على جائزة رجل المباراة بعد ما قدمه خلال الـ 120 دقيقة.
قال المهاجم دجبريل سيسيه بعد المباراة: “لقد ألقى أفضل خطاب لقائد سمعته في حياتي المهنية”.
وكانت هناك العديد من التقارير الصحفية التي أشارت قبل المباراة عن إمكانية انتقال جيرارد لصفوف تشيلسي.
ليقول جيرارد بعد الفوز: “كيف أفكر في مغادرة ليفربول بعد ليلة مثل هذه؟”.
واعترف بينيتيز بصدمته وقال: “مشكلتي هي إنني لا أملك الكلمات للتعبير عن الأشياء التي أشعر بها في هذه اللحظة”.
وأثنى الأسطورة الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا على ليفربول وقال: “حتى منتخب البرازيل الفائز بمونديال 1970 لم يكن ليقوم بعمل عودة رائعة في النتيجة مثل التي قام بها ليفربول”.
وتابع: “لقد أثبتت الأندية الإنجليزية أن المعجزات من الممكن تحقيقها، من الآن ليفربول أصبح فريقي المفضل في إنجلترا”.
وعلى الجانب الآخر قال أنشيلوتي: “فقدنا كل شيء خلال ست دقائق عصيبة”.
بينما قال نائب رئيس الميلان وقتها أدريانو غالياني: “رغم حصولنا على المركز الثاني في الدوري ودوري الأبطال لكن موسمنا لم يكن سيئًا”.